عيّنت روسيا، الأربعاء، قائدًا جديدًا لأسطولها في البحر الأسود الذي يتخذ من شبه جزيرة القرم مقرًا له، وذلك بعد انتكاسات ميدانية في الجزيرة التي ضمتها عام 2014، وكان يُنظر إليها في السابق على أنها قاعدة خلفية آمنة لحربها في أوكرانيا.
تزامنًا، هددت أوكرانيا اليوم أيضًا بتفكيك جسر كيرتش الذي شيدته موسكو بتكلفة عالية لربط روسيا بشبه جزيرة القرم، حيث وقعت عدة انفجارات في قواعد عسكرية روسية.
واتهمت موسكو من وصفتهم بالمخربين بالمسؤولية عن التفجيرات التي وقعت في مستودع للذخيرة شمالي شبه جزيرة القرم أمس الثلاثاء، بينما لم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن الانفجارات لكنها لمحت إلى ذلك.
كما ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية بأن أعمدة الدخان شوهدت في وقت لاحق، تتصاعد من قاعدة عسكرية روسية ثانية في وسط شبه جزيرة القرم.
إقالة قائد أسطول البحر الأسود
وفي التفاصيل، نقلت وكالة الإعلام الروسية، عن مصادر قولها إن روسيا عينت فيكتور سوكولوف قائدًا جديدًا لأسطولها في البحر الأسود بدلًا من إيجور أوسيبوف، في واحدة من أبرز عمليات الإقلات لمسؤول عسكري روسي، منذ انطلاق الهجوم العسكري على أوكرانيا.
ونقلت الوكالة الرسمية عن مصادر قولها إنه جرى تقديم القائد سوكولوف لأعضاء المجلس العسكري للأسطول في ميناء سيفاستوبول.
وواجه أسطول البحر الأسود، صاحب التاريخ المرموق في روسيا، إخفاقات كبرى خلال الحرب الدائرة منذ 6 أشهر في أوكرانيا.
ففي أبريل/ نيسان، ضربت أوكرانيا سفينته الحربية الرئيسية "موسكفا" بصواريخ "نيبتون" مما تسبب في اشتعال النيران بها وغرقها لتصبح أكبر سفينة حربية تغرق في قتال منذ 40 عامًا.
تهديد الجسر الرابط بين الجزيرة وروسيا
توازيًا، كتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على "تلغرام": "جسر كيرتش عبارة عن بنية غير قانونية ولم تسمح أوكرانيا ببنائه. إنه يضر ببيئة شبه الجزيرة وبالتالي يجب تفكيكه. لا يهم كيف: عمدًا أم لا".
وكانت موسكو قد شيّدت جسر كيرتش لربط روسيا بشبه جزيرة القرم في مايو/ أيار 2018، والممتد على طول 19 كيلومترًا، واستغرق بناؤه عامين ويرمي إلى الحد من عزلة شبه الجزيرة بعد 4 سنوات على ضمها.
ويأتي هذا التهديد المستتر من بودولياك عقب الانفجارات في شبه جزيرة، وتأكيد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف "لن تتخلى أبدًا" عن نيتها باستعادة شبه جزيرة القرم من روسيا.
تحول في الصراع
أما أهمية هذه الجزيرة، فهي أنها توفر طريق إمداد رئيس للقوات الروسية في جنوب أوكرانيا، حيث تخطط كييف لشن هجوم مضاد في الأسابيع المقبلة.
وأغلق أسطول البحر الأسود موانئ أوكرانيا منذ بداية الحرب، مما أدى إلى تعطيل صادرات الحبوب الحيوية، والتي بدأت مؤخرًا في التحرك مرة أخرى بموجب اتفاق توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة.
وتشير قدرة أوكرانيا على ما يبدو على شن هجمات في عمق الأراضي التي تحتلها روسيا، إما بنوع ما من الأسلحة أو بالتخريب، إلى تحول في الصراع.