السبت 16 نوفمبر / November 2024

انطلاق الانتخابات العراقية.. دعوات إلى التغيير وسط انقسام الحراك

انطلاق الانتخابات العراقية.. دعوات إلى التغيير وسط انقسام الحراك

شارك القصة

تجري الانتخابات العراقية وسط إجراءات أمنية مشددة (غيتي)
تجري الانتخابات العراقية وسط إجراءات أمنية مشددة (غيتي)
هذه الانتخابات التشريعية هي الخامسة منذ الغزو الأميركي والإطاحة بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عام 2003، والأولى التي تجري من دون فرض حظر تجول.

افتتح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي التصويت العام في الانتخابات التشريعية المبكرة في العراق، اليوم الأحد، حيث فُتحت صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة صباحًا بتوقيت بغداد (4:00 بتوقيت غرينتش)، لاختيار 329 نائبًا، في أول انتخابات برلمانية مبكرة تشهدها البلاد منذ عام 2003.

وهذه الانتخابات التشريعية هي الخامسة منذ الغزو الأميركي والإطاحة بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عام 2003، والأولى التي تجري من دون فرض حظر تجول، ولا يكون رئيس الوزراء مرشحًا فيها. ويتوقّع مراقبون نسبة مقاطعة قياسية بين 25 مليون شخص يحقّ لهم التصويت في هذا الاقتراع.

الكاظمي وصالح يدعوان لتغيير الواقع 

وأفاد المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء بأن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي كان أول ناخبٍ مع بداية افتتاح صناديق الاقتراع حيث أدلى بصوته في دائرته الانتخابية في منطقة جانب الكرخ بالعاصمة بغداد، لحثّ العراقيين على المسارعة في المشاركة بالتصويت.‎

وقال الكاظمي في مؤتمر صحافي بعد الإدلاء بصوته: "أقول للعراقيين: الوقت ما زال أمامنا، اخرجوا وانتخبوا وغيروا واقعكم، من أجل العراق، ومن أجل مستقبلكم".

وأضاف: "فرصتنا لنقل العراق إلى مصاف الدول المتقدمة موجودة".

وبشّر الكاظمي العراقيين بأن الحكومة ستُعلن غدًا عن "إنجاز أمني كبير حقّقته"، مشيرًا إلى أنه فضّل التكتم عليه اليوم، حتى نترك الفرصة للانتخابات كي تكون هي الحدث الأبرز.

وأكد الكاظمي أن حكومته نجحت بالملف الأمني وملف السياسة الخارجية، مضيفًا: "للذين يتّهمون الحكومة بالفشل في الملف الاقتصادي، نقول إننا قدّمنا ورقة إصلاح بيضاء تحتاج من 3 إلى 5 سنوات لتنفيذها".

وشدد على أن حكومته قادت البلاد في وقت صعب، خلال وباء كورونا "والدولة شبه مفلسة" على حد قوله.

بدوره، أدلى الرئيس العراقي برهم صالح بصوته، معتبرًا أن "انتخابات تشرين المبكرة، يوم تاريخي ومطلب شعبي للانطلاق نحو حياة كريمة"، داعيًا العراقيين إلى المشاركة في الانتخابات من أجل مستقبل العراق.

إجراءات أمنية مشدّدة ومراقبة دولية

وفي بلد لا تزال خلايا تنظيم الدولة تنشط فيه، فرضت السلطات إجراءات أمنية مشددة، تتمثّل بإغلاق المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية، اعتبارًا من الساعة 21:00 وحتى الساعة 6:00 صباح الإثنين.

وكتبت بعثة الأمم المتحدة في العراق في تغريدة على تويتر: "لا تنسوا: هذا بلدكم. مستقبلكم. صوتكم".

من جهتها، أعلنت المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات أن 24.9 مليون عراقي يحقّ لهم التصويت في عملية الاقتراع من أصل نحو 40 مليون نسمة. وبينما جرى اعتماد البطاقة البيومترية في التصويت، فإن 14.3 مليون عراقي فقط تسلّموا بطاقاتهم الانتخابية، وفقًا للمفوضية.

ويُدلي هؤلاء بأصواتهم في 8273 مركز اقتراع في 83 دائرة انتخابية في عموم العراق.

وأفادت الناطقة باسم المفوضية جمانة الغلاي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، بأن "1877 مراقبًا دوليًا يشاركون في مراقبة الاقتراع العام، فيما يبلغ عدد الإعلاميين الدوليين الذين يشاركون في تغطية الاقتراع العام 510 إعلاميين دوليين".

ويتنافس 3249 مرشحًا يُمثّلون 21 تحالفًا و109 أحزاب، إلى جانب مستقلين، في الانتخابات للفوز بـ 329 مقعدًا في البرلمان.

الحراك يُقاطع

وجرت الدعوة إلى هذه الانتخابات التي كانت مقرّرة عام 2022، بهدف تهدئة غضب الشارع بعد الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في خريف عام 2019 ضد الفساد وتراجع الخدمات العامة والتدهور الاقتصادي، والتي خلّفت ما لا يقلّ عن 560 قتيلًا، وإصابة أكثر من 30 ألفًا بجروح.

لكنّ ناشطين وأحزابًا منبثقة عن التظاهرات قرّروا مقاطعتها لأنهم يعتبرون أنها "تجري في مناخ غير ديمقراطي".

ويتوقّع أن تصدر النتائج الأولية خلال 24 ساعة من موعد إغلاق صناديق الاقتراع عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (15:00 بتوقيت غرينتش)، بينما يستغرق إعلان النتائج الرسمية 10 أيام، وفق مفوضية الانتخابات.

وعادة ما تعقب الانتخابات العراقية شهور من المفاوضات المطولة بشأن الرئيس ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء. لكنّ مراقبين يرون أن الانتخابات المقبلة لن تحدث تغييرًا كبيرًا في الخريطة السياسية القائمة بالبلاد.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
Close