انطلقت اليوم السبت، مباريات الدور الثاني من كأس العالم للسيدات، التي تستضيفها أستراليا ونيوزلندا، بعد نهاية دور المجموعات الذي شهد مفاجآت ضخمة، أبرزها خروج منتخب ألمانيا وصيف بطل أوروبا، وكذلك الإقصاء المبكر الذي تعرضت له البرازيل لأول مرة منذ 1995.
وعكست مباريات النسخة التاسعة من مونديال السيدات، تطور اللعبة في جانبها النسوي، لاسيما مع تمثيل كل القارات في الدور الثاني، وفي ظل تواجد 3 منتخبات لأول مرة في هذه المرحلة من البطولة، كمنتخب المغرب المشارك لأول مرة كذلك، إضافة لمنتخبي جنوب إفريقيا وجامايكا.
وتلعب إسبانيا أول مباريات هذا الدور مع سيدات سويسرا، اليوم السبت، فيما تلتقي النرويج مع اليابان في وقت لاحق خلال اليوم.
مونديال "المفاجآت"
ولم تقف مفاجآت الدور الأول عند إقصاء ألمانيا حاملة اللقب في 2003، و2007، أو البرازيل صاحبة العروض القوية، بل طالت أيضًا المنتخب الكندي بطل أولمبياد طوكيو الذي خرج من الدور الأول، فيما تعرض المنتخب الأميركي حامل اللقب 3 مرات لاهتزاز صورته بعد أن بلغ هذا الدور بصعوبة.
وقالت أسيل طفيلي، اللاعبة السابقة والباحثة في علم الاجتماع الرياضي، في حديث إلى "العربي" من ليون، إن النتائج فاقت كل التوقعات، ورغم التطور الذي شهدته بعض البلاد في كرة القدم النسائية، اعتقد الجميع أن المنتخبات القوية التقليدية في اللعبة ستبقى مسيطرة، لاسيما ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وغيرها.
وأشارت طفيلي إلى عدة نتائج عاكست التوقعات، كفوز كولومبيا على ألمانيا 2-1، وتعادل منتخب جامايكا مع فرنسا، ثم إقصائه المنتخب البرازيلي، وأضافت أن مثل هذه النتائج أظهرت تطور كرة القدم النسائية في عدد من البلدان، وغياب التفاوت الكبير في مستويات المنتخبات.
نجاح جماهيري
والبطولة التي انطلقت في 20 يوليو/ تموز الماضي، وتستمر حتى 20 أغسطس/ آب الجاري، شهدت اهتمامًا غير مسبوق من الفيفا والإعلام الرياضي الدولي، وهو ما أكده رئيس الفيفا جياني إنفانتينو الذي قال في وقت سابق إن كرة القدم للسيدات شهدت نموًا مذهلًا على مدى السنوات العشر الماضية، وعبّر عن ثقته في أن كأس العالم سترد على المشككين في جدوى منافسات السيدات.
وأكدت هذه النسخة التي تقام لأول مرة في دولتين، تطور اللعبة في منافسات سيداتها، إذ كان المونديال الحالي الأكثر حضورًا بين المنافسات الرياضية الأخرى، بعد بيع أكثر من مليون تذكرة دخول لمتابعة مبارياته.
وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها 32 منتخبًا في مونديال السيدات، بزيادة 8 منتخبات عن النسخة السابقة، وتعزيزه برفع قيمة الجوائز إلى 150 مليون دولار.
كما حققت النسخة الحالية من مونديال السيدات نجاحًا كبيرًا في ما يتعلق بالحضور الجماهيري، بعد أن وضع الفيفا هدفًا لبيع ميلون ونصف تذكرة، ووصلت المبيعات لأكثر من ذلك.
وعن تطور اللعبة نسائيًا، أوضحت طفيلي أن ذلك يعود لتحسن نظرة المجتمعات إلى كرة القدم النسائية، ولعل أكبر مثالين واضحين برأيها، هما نتائج المنتخب المغربي حاليًا، إضافة لعمل الاتحاد السعودي حاليًا في ما يتعلق بكرة القدم النسائية.
وأشادت طفيلي بالاهتمام الإعلامي غير المسبوق بكرة القدم النسائية، واعتبرت أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورًا كبيرًا في انتشار اللعبة بين السيدات، والاهتمام بها في عدد كبير من البلدان.