قَبِل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الجمعة، استقالة وزير الكهرباء ماجد حنتوش بعد أزمة انقطاع الكهرباء عن أجزاء واسعة من العراق، وأصدر سلسلة من الإجراءات لمعالجة الأزمة.
وتتمحور الإجراءات حول تشكيل خلية أزمة لمُواجهة النقص في ساعات التغذية، إضافة إلى "التوفير الطارئ لجميع أشكال الدعم المالي والفني واللوجستي والأمني لوزارة الكهرباء".
وتتولّى الخلية إزالة التجاوزات على منظومة الطاقة الكهربائية ومصادرة الأدوات والمعدات المستخدمة، وتحميل المتجاوزين أجور قطع التيار الكهربائي والكلف الناجمة عن ذلك، وتحريك الشكاوى الجزائية بحقهم.
كما تسعى إلى تسريع الإجراءات العملية لدعم وتشجيع استخدام الطاقات المتجدّدة في مختلف المجالات وتوطين صناعتها، وتنظيم دخول القطاع الخاص للاستثمار في مجال الطاقة بالشكل الذي يرفع مستوى تزويد الطاقة مع ضمان الكفاءة والجدوى الاقتصادية.
وستكون الخلية في حالة انعقاد دائم خلال شهري تموز وآب، على أن تعقد اجتماعات متواصلة ما عدا بالشهرين المذكورين، وتتّخذ قراراتها بالأغلبية.
كما وجّه الكاظمي وزارة النفط لزيادة حصة الوقود للمولدات الأهلية.
إعادة تشغيل كامل منظومة الطاقة
وكانت وزارة الكهرباء العراقية أعلنت، اليوم الجمعة، إعادة تشغيل كامل منظومة الطاقة الكهربائية في العراق، بعد توقّفها لساعات؛ إثر استهداف أبراج النقل.
وقالت الوزارة في بيان، إن موظفيها أعادوا منظومة الكهرباء الوطنية إلى العمل بوقت قياسي بعد أن تعرّضت للتوقّف التامّ فجر الجمعة.
وبحسب البيان، فقد "تمت إعادة تشغيل الوحدات التوليدية في عموم محطات إنتاج الطاقة الكهربائية للعودة إلى الإنتاج الذي وصلت إليه المنظومة مساء الخميس والبالغ 18500 ميغاوات".
وتابع البيان أن "هناك استهدافًا مبرمجًا ومتواصلًا لخطوط نقل الطاقة الكهربائية طيلة الأيام الماضية، ومع ارتفاع درجات الحرارة، أدت إلى عدم استقرار منظومة الطاقة، ما نجم عنه انفصال خطوط النقل".
وفجر الجمعة، شهد العراق انقطاعًا تامًا للتيار الكهربائي في محافظات البلاد باستثناء إقليم كردستان، أي أن الخدمة انقطعت عن 15 محافظة من أصل 18.
وفي الأسابيع الأخيرة، زادت وتيرة الهجمات بعبوات ناسفة على خطوط نقل الطاقة الكهربائية في المحافظات الواقعة شمالي وغربي وشرقي العراق.
وتتّهم السلطات العراقية مسلحي "داعش" بالوقوف وراء معظم الهجمات.
ويأتي انقطاع التيار وسط تصاعد وتيرة احتجاجات شعبية مؤخرًا على تردي خدمة الكهرباء، بالتزامن مع ارتفاع الحرارة ووصولها إلى 50 درجة مئوية في بعض المناطق.
81 مليار دولار أنفقت على الكهرباء منذ 2005
ويعاني العراق من أزمة نقص الكهرباء منذ عقود جراء الحروب المتعاقبة، وعدم استقرار الأوضاع الأمنية فضلًا عن استشراء الفساد.
وينتج العراق ما بين 19 و21 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية، بينما الاحتياج الفعلي يتجاوز 30 ألف ميغاواط، وفقًا لمسؤولين في قطاع الكهرباء.
وأواخر العام الماضي، توصلت لجنة تحقيق شكلها البرلمان، إلى إنفاق 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء منذ عام 2005، دون تحسن يذكر في الخدمة.