حذّرت الأمم المتحدة مجددًا، اليوم الجمعة، من أن مجاعة في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي، "أصبحت شبه حتمية، ما لم يتغير شيء" مع إظهار الإحصاءات الرسمية أن عشرات الأطفال ماتوا جوعًا.
ولدى الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية معايير معينة لتحديد حالة المجاعة، ولم تعلن بعد في قطاع غزة رغم الوضع الكارثي فيه، حيث يواجه السكان ظروفًا قاسية تعرض حياتهم للخطر بسبب عدم حصولهم على ما يكفي من الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى.
"إنتاج الغذاء أصبح شبه مستحيل"
وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ينس لايركه: "حتى إعلان حالة مجاعة، يكون الأوان قد فات بالنسبة إلى الكثيرين".
وأضاف لايركه في المؤتمر الصحافي الدوري للأمم المتحدة الجمعة في جنيف: "لا نريد أن نصل إلى هذا الوضع ويجب أن تتغيّر الأمور".
من جهته، قال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، إنه وفقًا للإحصاءات الرسمية التي جمعت من قطاع غزة، فقد سجلت وفاة عشرات الأطفال رسميًا بسبب سوء التغذية، مضيفًا أن هذا العدد بالتأكيد أقل من الأرقام الفعلية.
وأشار لايركه إلى أن الوفيات تشكّل علامات تحذيرية "مقلقة جدًا لأن الأمن الغذائي قبل هذا الصراع في غزة لم يكن سيئًا إلى هذا الحد".
وأضاف: "كان الناس يملكون الطعام، كانوا قادرين على إنتاج طعامهم" والآن حتى "إنتاج المواد الغذائية في غزة أصبح شبه مستحيل".
ولفت إلى أنه قبل العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت "كان صيد السمك مصدرًا مهمًا للتغذية والدخل والقدرة على توفير الطعام، وكلها أمور توقّفت تمامًا"، وتابع قائلًا: "لقد دمّرت أسس معيشة الناس اليومية".
ويوم أمس الخميس، أطلقت القوات الإسرائيلية النار تجاه تجمع للفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة دوار النابلسي، جنوب مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 112 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة 760 آخرين، وفق وزارة الصحة في القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الجمعة، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 30228 شهيدًا و71377 جريحًا منذ 7 أكتوبر.
الصحة العالمية: جميع شرايين الحياة انقطعت
في سياق متصل، قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة، إن السكان في قطاع غزة يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على الغذاء والماء وغيرهما من الضروريات، في ظل ما وصلت إليه الأوضاع من جوع ويأس وسط استمرار الهجوم الإسرائيلي.
وقال كريستيان ليندماير المتحدث باسم المنظمة للصحفيين في جنيف: "النظام في غزة على شفير الانهيار، بل أكثر من ذلك... جميع شرايين الحياة في غزة انقطعت بشكل أو بآخر".
ونوه ليندماير إلى أن ذلك خلق "وضعًا مأساويًا" كما حدث أمس الخميس في "مجزرة الطحين".
وبيّن ليندماير أن "الناس في حاجة ماسة للغذاء والمياه النظيفة، لأي إمدادات، لدرجة أنهم يخاطرون بحياتهم للحصول على أي طعام أو أي إمدادات لدعم أطفالهم وإعالة أنفسهم".
وبينما تصل مساعدات إلى المناطق الجنوبية من قطاع غزة، فإنها بطيئة للغاية لدرجة أنها قد لا تكون كافية لتجنب أزمة الجوع هناك.
ولا تكاد تصل أي مساعدات إلى المناطق الشمالية البعيدة عن المعبر الحدودي الرئيسي ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال جبهات قتال أكثر احتدامًا.
وقال ليندماير: "إمدادات الغذاء متوقفة عمدًا. دعونا لا ننسى ذلك".
وكان مسؤول كبير في مجال المساعدات بالأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي قال يوم الثلاثاء الفائت إن ربع سكان غزة على بعد خطوة واحدة من المجاعة وإن حدوث مجاعة واسعة النطاق قد تكون "أمرا شبه حتمي" ما لم يكن هناك تحرك.