السبت 16 نوفمبر / November 2024

انهيارات أرضية تعيق عمليات الإنقاذ.. المغرب يلملم آثار الزلزال المدمر

انهيارات أرضية تعيق عمليات الإنقاذ.. المغرب يلملم آثار الزلزال المدمر

شارك القصة

مراسلة "العربي" في المغرب بجولة في إقليم الحوز مع الناجين من الزلزال (الصورة: غيتي)
دخلت فرق الإنقاذ في المغرب في سباق مع الوقت للعثور على ناجين بعد أيام من وقوع الزلزال الأعنف الذي شهدته البلاد منذ فترة طويلة مع ارتفاع حصيلة الضحايا.

تتواصل عمليات البحث والإنقاذ في المغرب، اليوم الثلاثاء، للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم رغم تلاشي الآمال بعد أكثر من 72 ساعة على الزلزال المدمّر، الذي خلّف نحو 2900 قتيل.

ويقع مركز الزلزال الذي أدى إلى مقتل 2862 شخصًا وجرح 2562 آخرين في إقليم الحوز الممتد بمعظمه على جبال الأطلس الكبير، حيث فاقمت الانهيارات الأرضية صعوبة الوصول إلى القرى المنكوبة.

ويحاول عناصر الإنقاذ المغاربة، بدعم من فرق أجنبية، تسريع عمليات البحث للعثور على ناجين محتملين وتوفير مأوى لمئات الأسر التي خسرت مساكنها، لكن في بعض المناطق النائية والمعزولة، يقول السكّان إنهم متروكون لمصيرهم.

التعويضات

ففي قرية إيمولاس الواقعة في جبال الأطلس الكبير، يبدو السكان ضائعين وسط أنقاض منازلهم. وتقوم مروحيات برحلات ذهابًا وإيابًا لتوصيل الطعام إلى الناجين من الزلزال في بعض القرى الصغيرة النائية.

وكان رئيس الوزراء عزيز أخنوش، قد أعلن يوم أمس الإثنين، أن السكان الذين هدمت بيوتهم "سيتلقون تعويضات"، موضحًا "سيكون هناك عرض واضح سنحاول تحضيره هذا الأسبوع" في هذا الشأن. ولفت إلى أنه يتمّ النظر حاليًا في حلول لإيواء المشرّدين.

في هذه الأثناء، لا يزال الوصول إلى القرى الأقرب إلى مركز الزلزال صعبًا بسبب الانهيارات الأرضية.

تحدي توفير الأدوية

وأنشأ الجيش المغربي مستشفيات ميدانية لعلاج الجرحى في المناطق البعيدة، على غرار قرية أسني في إقليم الحوز المنكوب. وقد استقبل هذا المستشفى أكثر من 300 مصاب بحسب الطبيب الكولونيل يوسف قموس.

وإذا كان تنظيم عمليات العلاج صعبًا في البداية كما أوضح أفراد من الأطقم الطبية، فإنهم واجهوا أيضًا تحدي توفير مخزونات الأدوية.

من جهته، رأى منسق منظمة أطباء بلا حدود في فرنسا جان جونسون أن "الأمور تبدو على ما يرام بخصوص كمية المعدات الطبية، والمغاربة يعرفون ما ينبغي القيام به"، في انتظار الحصول على ضوء أخضر من السلطات للتدخل. وأضاف: "يملكون كل ما يلزم للعلاجات الأولية، لكن هناك نقص في ما يخص مستلزمات علاج الصدمات (مثل لقاحات مضادة للتيتانوس أو مضادات الآلم...)".

المساعدات

وكان المغرب أعلن مساء الأحد أنه استجاب لأربعة عروض مساعدة قدمتها بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال. ووصل عناصر إنقاذ إسبان إلى منطقتين ضربهما الزلزال جنوب مراكش، وهي تلات نيعقوب وأمزميز في إقليم الحوز.

والزلزال الذي وقع ليل الجمعة السبت، بقوة 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6,8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، هو أقوى هزّة يتمّ قياسها في المغرب على الإطلاق.

والمغرب غير معتاد عمومًا على الزلازل المدمرة. واعتبر هذا الزلزال الأعنف "استثنائيًا" نظرًا إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير، خصوصًا أن الرقعة الجغرافية المنكوبة شاسعة.

وفي 29 فبراير/ شباط 1960، دمر زلزال بقوة 5,7 درجات مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي مخلفًا أكثر من 15 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة
Close