انضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث عن الناجين من زلزال المغرب الذي وقع في منطقة جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر من يوم الجمعة، وبلغت قوته 6.8 درجات.
وذكر التلفزيون المغربي مساء أمس الإثنين، أن عدد القتلى بلغ 2862 بينما بلغ عدد المصابين 2562. ونظرًا لأن معظم المناطق التي تضررت من الزلزال يصعب الوصول إليها، لم تصدر السلطات أي تقديرات لعدد المفقودين.
كارثة القرى النائية جراء زلزال المغرب
وفي قرية تينمل، دُمرت كل المنازل تقريبًا وأصبح قاطنوها جميعًا بلا مأوى. وتفوح رائحة الموت المنبعثة من عشرات الحيوانات المدفونة تحت الأنقاض في أجزاء من القرية. وقال سكان في تلك القرية وقرى أخرى إنهم أخرجوا أناسًا من تحت الأنقاض بأيديهم.
أما في قرية تيخت التي تبقت فيها مبان قليلة قائمة، وصف شاهد عيان لوكالة "رويترز" كيفية انتشال السكان 25 شخصًا على قيد الحياة من تحت الأنقاض في أعقاب الزلزال، وكانت أخته واحدة ممن تم إنقاذهم.
وأظهر مقطع فيديو في قرية إيمي النائية رجالًا وكلابًا يتسلقون منطقة حادة الانحدار ملأتها الأنقاض. والمقطع من تصوير أنطونيو نوغاليس منسق عمليات منظمة رجال الإطفاء المتحدون بلا حدود.
وقال نوغاليس وهو لا يتمكن من إيجاد الكلمة المناسبة لوصف ما يراه: "مستوى الدمار... شامل... لم يبق منزل واحد قائمًا". وأشار إلى أنه على الرغم من نطاق الأضرار، ما تزال فرق الإنقاذ التي تبحث بالكلاب تأمل العثور على ناجين.
🗣️ "Muchísimas dificultades en los desplazamientos, poblaciones que estaban completamente aisladas, donde no había llegado ningún tipo de ayuda" ▪️ Bomberos Unidos desde Marruecos en declaraciones a @rne 📹 | Antonio Nogales https://t.co/4uYAIdo4nl pic.twitter.com/jI38LJ0r6S
— Radio 5 (@radio5_rne) September 11, 2023
وكان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومترًا من جنوب غرب مراكش، حيث تضررت بعض المباني التاريخية في المدينة القديمة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. كما تسبب الزلزال في أضرار كبيرة لمسجد تينمل التاريخي الذي يعود إلى القرن الثاني عشر.
كيف يبدو الوضع في مراكش بعد الزلزال؟
ونجت أجزاء أكثر حداثة من مراكش إلى حد كبير، بما في ذلك موقع بالقرب من المطار مخصص لاجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين المقرر عقدها الشهر المقبل. وقال مصادر لوكالة "رويترز" إنه من المتوقع أن يشارك ما يزيد على عشرة آلاف شخص في الاجتماعات التي ترغب الحكومة المغربية في المضي قدمًا فيها.
وبعد جهود الإغاثة الأولية، ظهرت مخيمات في بعض المواقع بحلول ليل الإثنين، إذ قضى أناس الليلة الرابعة في العراء. وقال الجيش في المغرب إنه يعزز فرق البحث والإنقاذ ويوفر مياه الشرب ويوزع الأغذية والخيام والأغطية.
ومن حي الملاح التاريخي في مراكش، أحد أكثر الأحياء تضرًًا من الزلزال، قال مراسل "العربي" يوسف البقالي إن السلطات المحلية في المدينة تبذل جهودًا كبيرة لايواء الناجين الذين يبيتون في العراء هناك بعد أن فقدوا منازلهم. وأشار إلى أن السلطات أقامت مخيمًا ضخمًا لهم يمتد على مساحة 2000 متر مربع، وبسعة ما يزيد عن 700 ألف سرير.
"لا نعرف ما ينتظرنا داخلها".. مواطنة مغربية من حي الملاح تكشف سبب رفضها التوجه إلى الملاجئ الحكومية #زلزال_المغرب pic.twitter.com/egl0G6MLqd
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 11, 2023
وأضاف البقالي أن بعض الناجين طالبوا بإقامة مخيم قريب من منازلهم في ساحة الملاح، ورفضوا الانتقال إلى مراكز الإيواء، مطالبين بضمانات لتحديد مصير منازلهم وإعادة إعمارها، والكشف عن مخطط السلطات للأيام القليلة المقبلة.
وكان المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى بيتاس، قد أكد لـ "العربي" أن الحكومة تدرس مسألة الإيواء للمتضررين الذين فقدوا منازلهم، من خلال إنشاء صندوق خاص للكارثة، لتقدير حجم التعويض الممكن لهم، سواء في الإيواء أو التغذية.
وأُغلق طريق رئيسي يربط جبال أطلس بمراكش، مساء أمس الإثنين، في ظل كثافة أعداد المركبات والأشخاص المحملين بمؤن الإغاثة والمتوجهين نحو بعض التجمعات السكانية الأكثر تضررًا في المناطق النائية من الجبال.
وساعد متطوعون ومدنيون مغاربة، بمعاونة من بعض الأجانب، في توجيه المرور وإزالة الحطام الصخري من الطريق، حيث قبل المغرب عروضًا للمساعدة من إسبانيا وبريطانيا، اللتين أرسلتا متخصصين في البحث والإنقاذ بالإضافة إلى كلاب مدربة، ومن الإمارات وقطر. وذكر التلفزيون الحكومي أن الحكومة ربما تقبل عروضًا بالمساعدة من دول أخرى في وقت لاحق.