بينما تواصل الدبابات الإسرائيلية توغلها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد أن المعارك "العنيفة" التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد مقاتلي حركة حماس في المدينة "على وشك الانتهاء".
بينما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم الإثنين، أن مدينة رفح باتت شبه مدمرة بسبب العدوان الإسرائيلي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن جيش الاحتلال لا زال يمارس أبشع أنواع القتل والتدمير خلال حربه المتواصلة منذ 8 شهور على كل مناطق القطاع.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
"تدمير ممنهج في رفح"
وفي حديث للتلفزيون العربي من غزة، أوضح المتحدث باسم مكتب الإعلام الحكومي تيسير محسين، أن التدمير يجري الآن في رفح بشكل ممنهج عبر قصف واستهداف كامل للمدينة، مشيرًا إلى وقوع عشرات الشهداء والإصابات في مناطق مختلفة من المدينة.
وفيما ذكر أن الاحتلال يقول إنه سينهي عمليته في رفح، أشار محيسن إلى أن هذه الخطوة ستتم بعد أن يجهز على ما تبقى من سبل الحياة في هذه المدينة الأخيرة التي اجتاحها بشكل جنوني وهمجي ومدمر.
وتابع أن قصف الاحتلال الإسرائيلي لا يزال متواصلًا ويلاحق النازحين الذين خرجوا من مدينة رفح، حيث قضى عدد من الشهداء في مواصي خانيونس، موضحًا أن الاحتلال لم يستهدف مباني سكنية، بل قصف خيامًا نقلها النازحون معهم بعد أن خرجوا من المدينة ونصبوها في محاذاة شارع الرشيد بالقرب من ساحل البحر لتقيهم حر الشمس، لكنها لم تقيهم من صواريخ الاحتلال الإسرائيلي التي لا زالت تلاحقهم.
وأردف محيسن أن مناطق المحافظة الوسطى لم تسلم أيضًا من استهدافات الاحتلال الإسرائيلي، حيث استهدف منازل في منطقة البريج والمغازي والنصيرات أمس الأحد، ما أسفر عن عدد من الشهداء.
محيسن الذي أكد أن الاحتلال يمارس سياسة التجويع الممنهج ومنع المدنيين من العلاج، لفت إلى أن المجاعة والأمراض تتزايد بين سكان القطاع وخاصة بين الأطفال.
وقال: إن "السكان يأكلون معلبات منتهية الصلاحية ما يتسبب في تسمم أعداد كبيرة منهم".
وأضاف أن طواقم البلديات يستهدفون بشكل مباشر عند محاولتهم إعادة تشغيل آبار المياه، مشيرًا إلى أن الاحتلال يستهدف بشكل مباشر هذه الطواقم ويتعمد إخراجها من الخدمة.
وأوضح محيسن أن الاحتلال فقد صوابه لأنه لم يستطع تحقيق أي إنجاز أو أي هدف مما أعلنه منذ بداية هذا العدوان، وهو يريد أن يملأ الفراغ الحادث أمام الجمهور الإسرائيلي وأمام قناعات جيشه بأنه عبثًا يلاحق من يسميهم بالإرهابيين.
وأشار أن الاحتلال عاجز عن تحقيق أدنى الأهداف، ولذلك يلجأ هو إلى الاستهدافات وتدمير المؤسسات الدولية والمقرات الصحية وغير ذلك لكي يرسل رسالة للمواطن الغزي أن قطاع غزة لا يصلح للحياة، "ابحث لك عن منطقة أخرى"، أي خارج فلسطين.
وعمدت الآلة العسكرية الإسرائيلية منذ تاريخ 7 مايو/ أيار على تدمير أحياء سكنية بأكملها في رفح، ومواقع أساسية بما فيها معبر رفح المنفذ الوحيد للغزيين، وكذلك المباني الاقتصادية والحكومية والأهلية، وسبل العيش والإنتاج الزراعي، وشبكات الطرق والاتصالات والمياه والكهرباء والإنترنت.
كما دمر الاحتلال الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية وغيرها.
وفي المجمل، أدت العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح إلى تدمير البنى التحتية والمنازل بنسبة 50%.