ذكر سكان ومسعفون فلسطينيون أن دبابات إسرائيلية تدعمها الطائرات الحربية والطائرات المسيّرة توغلت أكثر في غرب مدينة رفح اليوم الأربعاء مما أسفر عن استشهاد ثمانية فلسطينيين على الأقل.
كما أفادوا بأن الدبابات توغلت في خمسة أحياء بعد منتصف الليل، وأن خيام العائلات النازحة في منطقة المواصي بغرب قطاع غزة تعرضت لقصف وإطلاق نار كثيفين.
ودمرت القوات الإسرائيلية غالبية القطاع واجتاحت معظم أراضيه، لكنها لم تحقق هدفها المتمثل في "القضاء على حماس"، واستعادة الأسرى الإسرائيليين.
وقال مسعفون ومصادر إعلامية، إن ثمانية فلسطينيين استشهدوا في المواصي، وفرت عائلات كثيرة إلى الشمال في حالة ذعر.
وذكر سكان أن الجيش الإسرائيلي نسف عدة منازل في غرب رفح التي كانت تؤوي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل الشهر الماضي عندما بدأت إسرائيل هجومها البري وأجبرت معظم السكان على التوجه شمالًا.
"ليلة رعب"
وتشير بعض التقديرات الفلسطينية وأرقام الأمم المتحدة إلى أن عدد الباقين في رفح أقل من 100 ألف شخص.
وذكر أحد سكان رفح الذي طلب عدم نشر اسمه: "ليلة رعب ثانية في رفح، فتحوا النار من الطيارات والمسيرات والدبابات اجتاحت المناطق الغربية تحت غطاء من النار".
وقال لوكالة "رويترز" عبر تطبيق للتراسل: "الرصاص والقذائف سقطت في منطقة المواصي وقتلت ناس وجرحت ناس".
وحدد قائد إسرائيلي خلال إفادة للمراسلين الحربيين في رفح أمس الثلاثاء موقعين آخرين هناك، هما الشابورة وتل السلطان، يعتزم الجيش مهاجمة مقاتلي حماس فيهما، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وقال الكولونيل ليرون باتيتو قائد لواء جفعاتي لراديو الجيش: "كتائب حماس هناك لم تنهك تمامًا ونحن بحاجة إلى تفكيكها بالكامل. نقدر أن ذلك يحتاج شهرًا تقريبًا بهذا القدر من الكثافة (في القتال)". وواصل الجيش الإسرائيلي سيطرته على الشريط الحدودي بين رفح ومصر.
"لا احترام لقوانين الحرب"
وفي شمال قطاع غزة، عادت الدبابات الإسرائيلية إلى حي الزيتون في مدينة غزة. وتحدث سكان عن إطلاق نار كثيف من الدبابات والطائرات، كما سُمعت أصوات معارك مع مقاومين فلسطينيين.
وفي حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية على منزل أسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين بينهم طفل.
واستشهد 20 شخصًا في المجمل بشتى أنحاء القطاع.
وأعلن الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي أن مقاتليهما اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون، واستهدفوا وحدات إسرائيلية في بعض المناطق عبر تفجير عبوات ناسفة زرعوها مسبقًا.
إلى ذلك، أعربت الأمم المتحدة الأربعاء عن "مخاوف جدية" بشأن احترام الجيش الإسرائيلي قوانين الحرب، وذلك في تحقيق شمل ست عمليات قصف "كبرى" في قطاع غزة العام الماضي أسفرت عن استشهاد 218 شخصًا على الأقل.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: "يبدو أن قاعدة اختيار أساليب ووسائل الحرب التي تتجنب أو على الأقل تقلل إلى الحد الأدنى من الضرر الذي يلحق بالمدنيين، قد تم انتهاكها باستمرار في حملة القصف الإسرائيلية".
وأصدرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الأربعاء تقييمًا لستة هجمات نفذها الجيش الإسرائيلي العام الماضي في غزة، "وأسفرت عن عدد كبير من القتلى بين المدنيين وتدمير واسع النطاق للمرافق المدنية، مما يثير مخاوف جدية تتعلق باحترام قوانين الحرب بما فيها مبادئ التمييز والتناسب والاحتياط أثناء الهجوم".
ويورد التقرير تفاصيل ستة هجمات يُقدر أن إسرائيل استخدمت فيها قنابل موجهة GBU-31 (زنة طن)، وGBU-32 (زنة نصف طن) وGBU-39 (زنة 125 كغ) " في الفترة من 9 أكتوبر/ تشرين الأول إلى 2 ديسمبر/ كانون الأول 2023 واستهدفت مباني سكنية ومدرسة ومخيمات للاجئين وسوقًا".
وجاء في التقرير أن المفوضية "تحققت من مقتل 218 شخصًا في هذه الهجمات الستة، وأعلنت إن المعلومات الواردة تشير إلى أن عدد القتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير".