لا تزال المقاومة الفلسطينية تواصل تصديها لآليات وجنود الاحتلال في قطاع غزة بكل قوة، حسب بيانات فصائلها المختلفة، التي تؤكد "الإجهاز" و"إيقاع" قوات الاحتلال في كمائن مركبة ومختلفة في مناطق التوغل البري.
وفيما طوى العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الثامن والخمسين بعد المئتين، تواصل فصائل المقاومة قصف مواقع الاحتلال وسط القطاع وجنوبه بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى.
وفي تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى، كشفت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال ارتكب 4 مجازر جديدة راح ضحيتها 35 شهيدًا و130 جريحًا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأعلنت الوزارة ارتفاع عدد ضحايا العدوان منذ اندلاعه في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 37431 شهيدًا و85653 جريحًا.
ولا تزال قوات الاحتلال تقصف مناطق مختلفة من غزة برًا وجوًا وبحرًا، مما يؤدي إلى المزيد من الشهداء والجرحى في العدوان الذي لم يتوقف منذ أكثر من ثمانية أشهر.
كمائن مركبة للقسام في رفح
في المقابل، واصلت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" تكبيد قوات الاحتلال خسائر جديدة بالأرواح والمعدات في مختلف مناطق الاشتباك، لا سيما في حي الزيتون جنوب مدينة غزة أو في مناطق متفرقة من مدينة رفح جنوبي القطاع.
فقد أعلنت الكتائب عبر قناتها على "تلغرام" عن تمكن مقاتليها من تفجير لغم خاص بقوة تفجيرية كبيرة بقوات إسرائيلية توغلت جنوب حي تل السلطان غرب مدينة رفح.
ووفقًا للبيان، قالت كتائب القسام، إن المقاتلين تمكنوا من "إعداد كمين محكم لقوة إسرائيلية مدرعة وتجهيز لغم خاص بقوة تفجيرية كبيرة زرع تحت طريق مرورها بعد عمليات رصد استمرت لعدة أيام في شارع البحر جنوب حي تل السلطان غرب مدينة رفح".
وقالت الكتائب، "عند مرور القوة في الدقائق الأولى من صباح هذا اليوم (الخميس) وتموضع دبابة "ميركافا" فوق اللغم قام المجاهدون بتفجيره بها ما أدى لتدميرها -بشكل كامل- وقتل طاقمها واستمرت عمليات إخلاء أشلاء الجنود القتلى وحطام الدبابة عدة ساعات"، حسب البيان.
جيش الاحتلال يقرّ بإصابات في صفوفه
وفي بيان آخر، أعلنت كتائب القسام، قصف موقع قيادة وتحكم لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة بالهاون وتحقيق "إصابات مباشرة" في صفوف جنوده.
وقالت القسام، في بيان عبر منصة تلغرام، إنها قصفت "بقذائف الهاون من العيار الثقيل موقع قيادة وتحكم للعدو شرق حي الزيتون في مدينة غزة، وحققت إصابات مباشرة في صفوفه".
وأضافت أن مقاتيلها رصدوا "هبوط مروحيتين من طراز بلاك هوك ويسعور لإخلاء القتلى والجرحى" من موقع الهجوم.
من جانب آخر، أصيب جنديان إسرائيليان، الخميس، بجروح خطيرة، جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات نحو قوة إسرائيلية، في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بينما أعلن مستشفى هداسا في القدس عن وصول 5 جنود مصابين من قطاع غزة بينهم اثنان في حالة خطرة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إنّ جنديين من "سلاح المدرعات" أصيبا بجروح خطيرة جراء تعرض قوة إسرائيلية لصاروخ مضاد للدروع في مدينة رفح.
ومساء الخميس، قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إن مقاتليها "دكّوا قوات العدو المتواجدة جنوب غربي رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيل".
"الاحتلال يتكبد خسائر باهظة"
وفي 6 مايو/ أيار الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في رفح متجاهلًا تحذيرات دولية من تداعيات ذلك على حياة النازحين بالمدينة، وسيطر في اليوم التالي على معبر رفح الحدودي مع مصر.
وكان عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمد نزال قد قال لـ"التلفزيون العربي": إن تصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري تؤكد من جديد أن الجيش الإسرائيلي ليس راغبًا بمواصلة العدوان على قطاع غزة، بعد تكبده خسائر باهظة في المعدات والأرواح.
وأوضح أن تصريحات هاغاري جاءت بعد "تقديرات ميدانية وواقعية من الأرض" بأنّ "معنويات الجنود متردية ومتراجعة وفي أسوأ أحوالها" بعد الخسائر التي مني فيها الجيش في مناطق التوغل البري.
إلى ذلك، قالت حركة حماس، الخميس، إنها تعد حاليًا مذكرة قانونية ترد فيها على ما اعتبرته اتهامات "باطلة" من المحكمة الجنائية الدولية بحق 3 من كبار قادتها.
"جريمة الاحتلال الإسرائيلي"
وفي 20 مايو/ أيار الماضي، أعلن مدّعي عام المحكمة الجنائية كريم خان أن المحكمة تسعى إلى إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" في قطاع غزة.
وآنذاك، قال خان، في بيان، إن مذكرات الاعتقال ستشمل، أيضًا، رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وقائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف.
وأوضحت حماس، إنها "تعمل حاليًا على إعداد مذكرة قانونية شاملة، ترد فيها على كل الاتهامات الباطلة" التي جاءت في بيان خان.
وقالت الحركة الفلسطينية، إن بيان خان، جاء "مليئًا بالمغالطات والأخطاء، والانحياز لصالح دولة الاحتلال، التي تُمارس الإبادة الجماعية ضد شعبنا في غزة، بالإضافة إلى جرائم جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة".
واعتبرت حماس أن خان "وقع في الخطأ حين اعتبر أن للكيان الصهيوني الحق في الدفاع عن نفسه مثل باقي الدول، متناسيًا أن الجريمة الكبرى التي تنبع منها كلّ المآسي هي الاحتلال الذي يُعد جريمة في الأعراف والقوانين الدولية".