السبت 16 نوفمبر / November 2024

بالجسيمات النانوية.. علماء يطورون تقنية جديدة لعلاج تصلّب الشرايين

بالجسيمات النانوية.. علماء يطورون تقنية جديدة لعلاج تصلّب الشرايين

شارك القصة

تنشّط الجسيمات النانوية عملية "الفاعلية" بواسطة الجهاز المناعي بحيث يتم إزالة الخلايا التالفة التي يسبب تراكمها تصلّب الشرايين- غيتي
تنشّط الجسيمات النانوية عملية "الفاعلية" بواسطة الجهاز المناعي بحيث يتم إزالة الخلايا التالفة التي يسبب تراكمها تصلّب الشرايين- غيتي
أجرى فريق من الباحثين الأميركيين تجربة لعلاج تصلب الشرايين باستخدام جزيئات نانوية محملة بدواء يهدف إلى تنشيط الخلايا المناعية.

طور العلماء تقنية جديدة تستخدم جزيئات الكربون النانوية لمحاربة تراكم اللويحات في الشرايين، في خطوة تهدف إلى تقليل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتتجمع اللويحات داخل قنوات تدفق الدم من مواد دهنية مثل الكوليسترول والخلايا الميتة والتالفة، بالإضافة إلى رواسب أخرى، مما يؤدي إلى ما يُعرف بتصلب الشرايين.

تنشيط الخلايا المناعية لتنظيف الشرايين المتصلبة

وباستخدام جزيئات نانوية أرق من شعر الإنسان، محملة بدواء لتنشيط الخلايا المناعية، تمكن فريق من الباحثين من جامعة ولاية ميشيغان الأميركية وجامعة ستانفورد من خفض الترسبات لدى خنازير مصابة بتصلب الشرايين، وذلك بحسب موقع "سينس أليرت".

ويشير مهندس الطب الحيوي بريان سميث من جامعة ولاية ميشيغان إلى أن الباحثين تمكنوا، باستخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، من قياس تأثيرات العلاج على شرايين الخنازير.

وينقل "سينس أليرت" عن سميث قوله: "لقد أظهرنا في النماذج الحيوانية، مثل الخنازير، أنه يمكننا تقليل مستويات الالتهاب في اللويحة ليس فقط استنادًا إلى تقنية التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني المستخدمة سريريًا، ولكن أيضًا من خلال الاختبارات الجزيئية".

إزالة الخلايا التالفة

وتعمل الجسيمات النانوية إلى إعادة تنشيط عملية تسمى "الفاعلية"، حيث يتم إزالة الخلايا الميتة أو التالفة التي تساهم في تكوين اللويحات من الشرايين بواسطة الجهاز المناعي. 

فمع مرور الوقت، ولعدة أسباب، يمكن أن يتغلب تراكم البلاك على فعالية الخلايا.

وكانت تقنية تعزيز فعالية الخلايا قد أثبتت نجاحها في الفئران. وفي البحث الأخير، قام الباحثون بتوسيع نطاق توصيل الجسيمات النانوية للخنازير، مما أظهر أنه يمكنهم إنتاج ما يكفي من هذه العوامل الصغيرة للعمل على البشر.

علاج دون آثار جانبية

كما تبين أن العلاج لم يحدث هناك أي ضرر جانبي ملحوظ داخل الشرايين، على اعتبار أن طريقة التنظيف هذه يمكن أن تدمر الخلايا السليمة، مما يؤدي إلى فقر الدم، لكن ذلك لم يحدث خلال التجربة. 

ويقول سميث: "لم نر أيًا من الآثار الجانبية التي كان من الممكن توقعها لو لم يكن العلاج مستهدفًا بدقة".

ويعد تصلب الشرايين ومشاكل القلب والأوعية الدموية التي يتسبب بها، بما في ذلك النوبات القلبية المفاجئة، هي واحدة من أكبر أسباب الوفاة في العديد من البلدان.

ويُعتبر تنظيف تراكم اللويحات من الطرق الرئيسية للوقاية من تصلب الشرايين، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية اليومية.

يقوم الباحثون الآن بدراسة طرق تحضير عوامل الجسيمات النانوية للتجارب السريرية البشرية. وكتبوا في ورقة نُشرت في مجلة "نايتشر كوميونكايشنز": "إن هذه النتائج تسلط الضوء على جدوى اعتماد تقنية الجسيمات النانوية".

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close