استذكر جنود سابقون في جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائمهم ضد الفلسطينيين بالضحكات والسخرية، في اعترافات صادمة بفيلم يوثّق مجزرة قرية الطنطورة الفلسطينية.
الفيلم الوثائقي يحمل عنوان "طنطورة"، للمخرج الإسرائيلي ألون شفارتز، اعترف خلاله جنود سابقون في لواء "ألكسندروني" في جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكابهم جرائم إبادة جماعية في حق أهالي قرية الطنطورة جنوبي حيفا، عام 1948، حيث حاولوا تطهير المنطقة عرقيًا خلال النكبة.
اعترافات صادمة
فظهر جندي سابق في جيش الاحتلال بمقطع وهو يقول: "كان في بندقيتي 250 رصاصة أطلقت منها النار وقتلت الجميع"، وأضاف ضاحكًا: "لا أعرف عدد الأشخاص الذين قتلتهم. لم أعدهم".
بينما استذكر آخر "بفرح" كيف اغتصب أحد الجنود الإسرائيليين طفلة عمرها 16 عامًا، ويقر أن قوات الاحتلال قامت بجمع كافة الرجال وأجلسوهم على الأرض ثم جاء جندي "وحمل المدفع الرشاش وأطلق النار عليهم".
وتابع الجندي السابق في شهادته ضمن الوثائقي: "كان معنا شخص توفي، ولكنه كان متوحّشًا جدًا قام ببساطة بجمعهم كلّهم في أقفاص ووضع حولهم أسلاكًا حديدة وقتلهم"، من دون إظهار أي علامة تأثر أو ندم عليه خلال سرده للوقائع الفظيعة.
أما مجزرة طنطورة، فراح ضحيتها نحو 250 شخصًا من الأهالي دفنوا في مقبرة جماعية إثر أسرهم وإطلاق النار عليهم، قبل تحويلها إلى موقف للسيارات حسب الأهالي.
تعتيم على الجرائم الإسرائيلية
ولم تقتصر فظائع الاحتلال على المجزرة، حيث أكّد أحد الجنود كيف استمر القتل العشوائي للمدنيين الفلسطينيين العزل لأشهر في طنطورة.
فقال: "في الثلاث أو أربع أشهر الأولى كنت قاتلًا. إذا وقف طلاب صف مدرسي ورفعوا أيديهم وقمت برؤيتهم في ذلك اليوم فإنني كنت سأقلتهم جميعًا".
هذا وكشف آخر كيف تم طمس هذه القضية، فجاء على لسانه: "فرضوا تكتيمًا على ما حدث، بعض الجنود أخذوا قاذف اللهب ولاحقوا السكان وأحرقوهم.. كان شيئًا فظيعًا ويمنع الحديث عنه أو ذكره لأحد لأن ذلك قد يكون فضيحة كبيرة".
تأكيد على الرواية الفلسطينية
بدوره، اعتبر وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة الفيلم بمثابة وثيقة ذات قيمة قانونية لمساءلة وملاحقة سلطات الاحتلال، لاتركابها جرائم ترقى إلى جرائم حرب.
كما صرّح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن وثائقي "طنطورة" يؤكد الرواية الفلسطينية عن المجازر الإسرائيلية خلال النكبة.
من جهته، شرح سامي علي من فريق البحث والتحقيق والإنتاج في فيلم "طنطورة"، كيف نجحوا في انتزاع اعترافات من الجنود الإسرائيليين بأنهم قاموا بأعمال قتل للأهالي والأسرى في الطنطورة، "بعد انتهاء المعركة والعدوان وبشتى الوسائل الرهيبة".
الفن بوجه الاحتلال
وعرض فيلم "طنطورة" لأول مرة في مهرجان "صندانس الأميركي" للأفلام في يناير/ كانون الثاني 2022، وحصل على جوائز عدّة كما عرض مؤخرًا في فلسطين ليعيد تسليط الضوء على جرائم الاحتلال خلال النكبة.
كذلك، يتزامن فيلم "طنطورة" مع شن الاحتلال الإسرائيلي حملة تحريضية ضد فيلم "فرحة" الذي بدأ عرضه مؤخرًا على منصة "نتفليكس"، بسبب تناوله فظائع ارتكبها جنود الاحتلال خلال النكبة.
احتجاج إسرائيلي على قرار "نتفليكس" عرض فيلم "فرحة" الذي يستعيد أحداث النكبة #تواصل pic.twitter.com/WlS58sGZJN
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 1, 2022
ويتحدث "فرحة" الأردني عن قصة فتاة فلسطينية شهدت مقتل عائل كاملة خلال اقتحام قريتها.