فاجأت المقاومة الفلسطينية اليوم الثلاثاء، قوات الاحتلال الإسرائيلي بالكمائن والقذائف، توازيًا مع خوض اشتباكات مسلحة مع جيش الاحتلال عن مسافة صفر لصد محاولات التوغل البرّي.
فمن شمال القطاع وجنوبه، دخلت الفصائل الفلسطينية المعركة بقوة ضدّ الجيش الإسرائيلي الذي يعترف بضراوة المعارك مع المقاومة في غزة ويتكتم عن تفاصيلها.
قذائف المقاومة تمطر جيش الاحتلال
وبحسب الأنباء الواردة من جنوب قطاع غزة، قصفت "سرايا القدس" بقذائف الهاون تجمعات الاحتلال في موقع كوسوفيم وقرب معبر كرم أبو سالم.
وأعلنت "سرايا القدس" استهدافها بقذائف الهاون تجمعًا لآليات الاحتلال المتوغلة في منطقة العطاطرة شمالي قطاع غزة، ودبابة متوغلة شرق حي الزيتون بقذيفة الياسين 105 أشعلت النيران فيها.
كما كشفت كتائب "القسام" استهداف قوة إسرائيلية راجلة قرب معبر كرم أو سالم بقذائف الهاون، و4 آليات عسكرية إسرائيلية بقذائف الياسين 105 وعبوات ناسفة في محور جنوب غزة.
وفي محور شمال غرب غزة، استهدفت "القسام" جرافة ودبابة إسرائيليتين بقذيفتين من نوع الياسين.
مواجهات مباشرة من مسافة صفر
هذا ويلتحم مقاتلو "القسام" مع القوات الإسرائيلية المتوغلة في محور جنوب غزّة، على وقع تأكيد قائد ميداني في الكتائب خوض معارك عنيفة في محوري جنوب مدينة غزة ومنطقة التوام والكرامة شمال غربي غزة.
في هذا الصدد، كانت كتائب "القسام" قد نشرت اليوم الثلاثاء مشاهد توثّق التحام مقاتليها بالقوات الإسرائيلية المتوغلة قرب "إيرز" يوم الأحد الفائت 29 أكتوبر/ تشرين الأول واشتباكها معهم بعدما باغتتهم من الأنفاق.
بدورها، أصدرت وزارة الداخلية الفلسطينية بيانًا اليوم الثلاثاء تقول فيه إن قوات الاحتلال أبادت مناطق سكنية كاملة في شمال غرب قطاع غزة.
وتحدثت عن دخول قوات الاحتلال من منطقة شمال غرب غزة ووجود آلياتها في منطقة الكرامة.
كما رصدت آليات الاحتلال في شارع صلاح الدين، حيث تحاول الوصول إلى شارع الرشيد سعيًا منها لفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، بحسب الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم.
تكتيك المقاومة ضد التوغل البري
كذلك، ينقل مراسل "العربي" من غزة باسل خلف استمرار المواجهات المباشرة بين المقاومين شمالي قطاع غزة وتحديدًا في بلدة بيت لاهيا وبيت حانون.
ويوضح خلف: "يبدو أن المقاومة وبحسب البلاغات العسكرية منذ أمس تتبع تكتيكًا باستدراج قوات الاحتلال إلى بعض المناطق التي تجري فيها محاولات التوغل، بالإضافة إلى الكمائن التي وضعها المقاومون.. في أسلوب الكر والفر على اعتبار فرق القدرات العسكرية بين الجانبين".
وتشير البلاغات التي وصلت إلى مراسلنا، إلى أن المقاومة الفلسطينية تريد إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف جيش الاحتلال، فيما أدت عمليات المقاومة في الشمال باستخدام قذائف الياسين 105 والعبوات المنفجرة والقناصة إلى تدمير آليات عسكرية إسرائيلية وأجهزت عليها.
ويردف خلف: "نحن لا نتحدث عن معركة بين جيشين، إسرائيل تشن هجومًا على المناطق الشمالية الغربية والشمالية الشرقية لقطاع غزة، ونقاطًا أخرى في محاولة التقدم من رفح حتى بيت حانون لتعتمد المقاومة على قوات نخبتها للالتحام مع جنود الاحتلال في بعض المناطق من مسافة صفر".
ويرى مراسل "العربي" أن هناك ربما محاولات لدى المقاومة لأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين الذين يتقدمون، وذلك بسبب الكمائن التي نصبت لجنود الاحتلال رغم صعوبة المنطقة وانكشافها من السماء والقذائف المدفعية التي لم تتوقف منذ ساعات الصباح.