أبلّغت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" كلًا من دولة قطر ومصر موافقتها على مقترحهما من أجل هدنة في قطاع غزة.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي الإثنين، بدء عملية عسكرية في رفح والمباشرة في إجلاء السكان الفلسطينيين "قسرًا" من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى منطقة المواصي جنوب غرب قطاع غزة.
حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار
وقالت حماس في بيان: إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية "أبلغ قطر ومصر موافقة الحركة على مقترح البلدين الوسيطين بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وأوضحت أن "هنية أجرى اتصالاً هاتفيُا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، وأبلغهم موافقة حركة حماس على مقترحهم..".
وفي تصرح خاص لـ"العربي"، قال القيادي في حماس طاهر النونو: إن الحركة "وافقت على مقترح يشمل وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار وعودة النازحين وتحرير الأسرى"، مضيفًا أن "وفدًا من الحركة سيزور القاهرة في القريب العاجل لبحث اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف أن حماس تنتظر ما سيقوم به الوسطاء لجهة الرد الذي قدمته قيادة الحركة، مشيرًا إلى أن قيادة الاحتلال تخشى من وقف إطلاق النار لأن النتائج المترتبة عليه لن تكون لصالحها.
من جهته، قال مسؤول في حماس لوكالة "فرانس برس": "بعد موافقة حماس على اقتراح الوسطاء لوقف النار، الكرة الآن في ملعب الاحتلال الإسرائيلي ما اذا كان الاحتلال سيوافق على اتفاق وقف النار ام انه سيعطله".
في المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر قولها إن الورقة المصرية المعدلة التي وافقت عليها حماس تختلف عن التي صدقت عليها إسرائيل.
ماذا عن موقف إسرائيل؟
وأضافت الهيئة أن "حماس وافقت على ورقة مصرية أحادية الجانب، وننتظر وصول ردها لدراسته".
كما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "المقترح يشمل تنازلات كبيرة لا يمكن لإسرائيل القبول بها".
وكان وفد حماس غادر مساء الأحد القاهرة، بعد انتهاء جولة مفاوضات استمرت ليومين بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل للأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقد أكدت الحركة تعاملها "بكل إيجابية ومسؤولية وحرصها وتصميمها على الوصول لاتفاق يلبي مطالب شعبنا الوطنية".
وفي تصريح خاص لـ"العربي"، أفاد القيادي في حماس أسامة حمدان الأحد، بأن الحركة ناقشت كل الأفكار بعقل مرن ومفتوح، وقدمت إجابات واضحة ومحددة قائمة على أساس تحقيق ما ترى أنه مصالح الشعب الفلسطيني، والمتمثلة في 5 نقاط.
وعدد حمدان هذه النقاط بـ: الوقف الشامل والكامل للعدوان على قطاع غزة، وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من أراضي القطاع، وعودة النازحين وإغاثتهم وإيوائهم، وإطلاق مشروع لإعمار غزة ورفع الحصار، بالإضافة إلى إجراء صفقة تبادل عادلة.
وفي وقت سابق الأحد، قال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، إن الحركة حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب، لكن نتنياهو يعمل على "تخريب الجهود المبذولة".
وأضاف هنية في بيان: "حماس ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل ينهي العدوان ويضمن الانسحاب ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى".
وأردف أن نتنياهو "يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة"، مشددًا على أن "واشنطن، التي أعطت غطاء لهذا الاحتلال، هي مَن يجب أن يوقفه بدلًا من تزويده بأسلحة الدمار والإبادة".