تعمد أوكرانيا إلى تفجير قذائف وألغام تزن الواحدة منها 10 كيلوغرامات، خلّفتها روسيا في مناطق سيطرت عليها شرق العاصمة كييف قبل انسحابها.
وفي منطقة بروفاري، يواصل الجيش الأوكراني إزالة الألغام. وقد رافقت كاميرا "العربي" إحدى وحداته في مهامها.
يقول العقيد في الجيش الأوكراني ماكسيم كوميسروف: فجرنا منذ تحرير هذه المنطقة من الجيش الروسي نحو 5500 قذيفة ولغم، من ضمنها 208 ألغام مضادة للدبابات، وما تزال هناك ألغام نعمل كل يوم وبشكل متواصل لإزالتها".
تفجير أكثر من 5 آلاف لغم في #أوكرانيا وتحذيرات للأهالي من خطر العودة #العربي_اليوم #روسيا تقرير: علي رباح pic.twitter.com/aYiCAY6FCb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 3, 2022
ودفع هذا الواقع السلطات إلى تشديد الدعوة للأهالي بعدم العودة إلى القرى والبلدات المحيطة قبل إتمام مهمة إزالة متفجرات قد تشكل خطرًا على حياة الناس.
"مقابلة استثنائية"
في كييف، التقى فريدريك ميرتس زعيم "الاتّحاد المسيحي الديموقراطي"، أكبر حزب معارض في ألمانيا، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الثلاثاء، في زيارة زادت الضغوط الشديدة التي يتعرّض لها المستشار أولاف شولتس الذي لم يزر العاصمة الأوكرانية بعد.
وفي تغريدة على تويتر، كتب زعيم الحزب المحافظ الذي كانت تتزعّمه المستشارة السابقة أنغيلا ميركل: "شكرًا جزيلًا عزيزي زيلينسكي على الاستقبال الحارّ والمقابلة الاستثنائية في جوّها وفحواها".
وأكد أنّ "ألمانيا تقف بجانب أوكرانيا وشعبها الشجاع".
وأرفق ميرتس تغريدته بصور ظهر فيها أثناء تحدّثه مع الرئيس الأوكراني، الذي ارتدى على عادته منذ بدء الهجوم الروسي على بلاده الزيّ العسكري.
وفي ختام زيارته، قال ميرتس للصحافيين في كييف: "أنا ممتنّ للفرصة التي أُتيحت لي خلال النهار للتحدّث مع ممثّلي هذا البلد. مع رئيس البرلمان الذي وجّه إليّ الدعوة، وكذلك مع رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، وفي النهاية مع رئيس بلدية هذه المدينة".
وجرت هذه الزيارة، التي تقرّرت في اللحظات الأخيرة، بعد أقلّ من أسبوع من تصويت النواب الألمان بأغلبية كبيرة على اقتراح يدعو الحكومة إلى تسريع تسليم أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا.
واعتبر زعيم المعارضة الألمانية أنّ الوضع في أوكرانيا "لا يمكن الاكتفاء بمشاهدته على شاشة التلفزيون، يجب أن تعاينه لكي تفهم المأساة الكاملة لهذه الهجمات" التي تشنّها القوات الروسية، في تأنيب مستتر للمستشار شولتس الذي يواجه منذ أسابيع ضغوطًا لزيارة أوكرانيا.
وحتى اليوم يرفض شولتس زيارة أوكرانيا، لا سيّما بعدما رفضت كييف في أبريل/ نيسان الماضي، استقبال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بسبب علاقاته مع روسيا في السنوات الأخيرة.
وكان شولتس قد أكّد الإثنين عدم اعتراضه على عزم ميرتس زيارة كييف، مؤكّدًا أنّ زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي أبلغه بشأنها.
"ستحدث فرقًا"
من ناحيته، طالب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته موقعًا لإنتاج صواريخ جافلين المضادّة للدروع، الكونغرس بأن يقرّ "بسرعة" تمويلًا إضافيًا بقيمة 33 مليار دولار بهدف زيادة المساعدة العسكرية لأوكرانيا لتمكينها من مواجهة الجيش الروسي.
وقال بايدن من مدينة تروي في ولاية ألاباما الأميركية، حيث زار مصنعًا لشركة "لوكهيد مارتن": "نحن بحاجة إلى المزيد من الأموال لضمان استمرار الولايات المتحدة في إرسال الأسلحة"، وتقديم "المساعدة الإنسانية" لأوكرانيا.
وإذ ناشد الرئيس الأميركي المشرّعين الموافقة على هذه الحزمة الإضافية البالغة قيمتها 33 مليار دولار، طلب من الكونغرس "التصويت بسرعة على هذا التمويل".
دون دخول الأجواء الأوكرانية.. #روسيا تواصل هجماتها الصاروخية وتدمر 75 منشأة عسكرية في #أوكرانيا تقرير: حسيب عبد الرزاق pic.twitter.com/DDtLqpXolQ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 3, 2022
وقال بايدن مخاطبًا عمال المصنع: إنّ "هذه الأسلحة التي لمستها أيديكم، ستصبح بين أيدي الأبطال الأوكرانيين وستحدث فرقًا. هذا شيء يمكنكم ويجب أن تفتخروا به كل يوم".
وأضاف: "أنتم تسمحون للأوكرانيين بالدفاع عن أنفسهم، ولكي أكون صريحًا، إنّها تحوّل الجيش الروسي في مناسبات كثيرة إلى أضحوكة".
واعتبر بايدن أنّ "هذه المعركة لن تكون زهيدة الثمن، لكنّ الرضوخ للعدوان سيكون أكثر كلفة".
وقال: "بنينا الأسلحة والمعدات التي ساعدت في الدفاع عن السيادة والحرية في أوروبا قبل سنوات. وهذا يحدث مجدّدًا اليوم".
ويُعد صاروخ جافلين سلاحًا مضادًا للدبّابات يُطلق من على الكتف، وقد أصبح رمزًا للمقاومة الأوكرانية والمساعدات الغربية، لا سيما الأميركية.
"مقاطعة" روسية
إلى ذلك، أفاد دبلوماسيون أمس الثلاثاء أنّ روسيا ستقاطع اليوم الأربعاء اجتماعًا يعقده مجلس الأمن الدولي مع اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي، في خطوة نادرة من جانب موسكو تؤشّر إلى مزيد من التدهور في العلاقات بينها وبين عددد من شركائها في الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر دبلوماسي روسي، اشترط عدم الكشف عن هويته، أنّ قرار موسكو مقاطعة الاجتماع مرتبط بالوضع في أوكرانيا.
من جهته، قال دبلوماسي غربي للوكالة إنّه لا يتذكّر أنّ روسيا قاطعت اجتماعًا لمجلس الأمن الدولي منذ بدأت قواتها هجومًا على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.
ويُعقد هذا الاجتماع غير الرسمي سنويًا بين مجلس الأمن واللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي، لكنّ جائحة كوفيد-19 حالت دون انعقاده منذ 2019.
ويُفترض أن تناقش اللجنة التابعة للاتحاد الأوروبي والمجلس التابع للأمم المتحدة خلال اجتماع الأربعاء التفاعلات بين المنظمتين في الدول التي لديهما فيها بعثات عسكرية؛ مثل البوسنة وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي.
وتتكوّن اللجنة السياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي من سفراء يمثّلون الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وبعد الاجتماع المقرّر في نيويورك، سيتوجّه هؤلاء السفراء إلى واشنطن للقاء مسؤولين أميركيين، بحسب ما نقلته "فرانس برس" عن دبلوماسي.
ومنذ بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا، لا تنفك العلاقات تتدهور بين روسيا ودول أو مجموعات من الدول في الأمم المتحدة.
وأُطيح بروسيا، التي لا تزال أحد الأعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي، من العديد من هيئات الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان.