السبت 28 Sep / September 2024

سلاح الحرب العالمية الثانية.. هل أنشأت روسيا "معسكرات تصفية"؟

سلاح الحرب العالمية الثانية.. هل أنشأت روسيا "معسكرات تصفية"؟

شارك القصة

تقرير عن المجازر والإعدامات التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا (الصورة: تويتر)
تعتبر الأمم المتحدة ترحيل الأشخاص، أو نقلهم من الأراضي المحتلة "جريمة حرب"، بينما تصرّ روسيا على أن المواطنين الأوكرانيين أتوا طوعًا إلى أراضيها

منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، اقتادت موسكو مئات الآلاف من المواطنين الأوكرانيين إلى أراضيها.

وبينما قدّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عددهم بنصف مليون أوكراني، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه تم "إجلاء" أكثر من مليون شخص من أوكرانيا.

 وذكرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن تمّ احتجاز هؤلاء في "معسكرات التصفية" وهم في طريقهم للخروج من أوكرانيا، في ما يعرف بمصطلح  "filtration camps"، مرجّحة أن "أداة الترهيب" الروسية عادت من جديد.

وأظهرت صور التقطتها شركة "ماكسار تيكنولوجيز" الأميركية بالأقمار الاصطناعية، أن القوات المدعومة من موسكو بدأت ببناء معسكر مؤقت يحوي خيمًا في قرية بيزيمين، قرب مدينة ماريوبول، جنوبي شرق أوكرانيا.

ما هي هذه المعتقلات؟

أوضحت المجلة أن نهج "التصفية" (fil’tratsiia)، ظهر مع نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما قامت القوات السوفيتية والحلفاء الآخرون بتحرير السجناء من النازيين.

وأضافت أن حوالي 2.4 مليون سوفيتي، معظمهم من الجنود، نجوا من معسكرات الاعتقال في ظل النظام النازي. لكن عقب الإفراج عنهم، بدأ هاجس لدى الحكام السوفيت، بالأخص بين الصفوف العسكرية، أن المحتجزين خارج البلاد تعرضوا لتأثير الأيديولوجيا الليبرالية.

وأعيد توطين حوالي 5 ملايين شخص في الاتحاد السوفيتي. ولمحاربة أي أيديويولجيا مغايرة، احتُجز  أكثر من 4 ملايين منهم في مخيمات "لتنقيتهم".

وأشار الموقع إلى أن المعتقلين في تلك المخيمات خضعوا لعمليات استجواب مكثفة بالإضافة إلى التحقق من سجلهم الأمني، بعدها ظل 280 ألفًا منهم معتقلين في مخيمات العمل القسري.

وبعد خمسة عقود، ظهرت تلك المخيمات من جديد في الشيشان.

وخلال الحربين اللتين شنّتهما روسيا في التسعينيات، اعتقلت موسكو المدنيين قسريًا في نقاط التفتيش وأرسلت الآلاف إلى المخيمات للتخلّص من "وصمة الانفصاليين" الشيشان، الذين صنّفهم الكرملين على أنهم "جماعات إرهابية".

ويومها، وثّقت جماعات حقوقية انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاغتصاب والابتزاز والضرب والتعذيب. وفي كثير من الحالات، اختفى المعتقلون ببساطة.

تشابه مع الوضع الأوكراني

وأشارت المجلة إلى "الكثير من التشابهات المقلقة" في ما يخص الوضع الأوكراني.

وقبل الهجوم الروسي، ذكر مسؤولون أميركيون أن القوات الروسية أعدّت قوائم بأسماء الأشخاص الذين سيتمّ اعتقالهم وقتلهم في مناطق أوكرانية بعد السيطرة عليها. وشملت الأهداف المحتملة أسماء معارضين روس وبيلاروسيين في المنفى، بالإضافة إلى ناشطين سياسيين وحقوقيين في ملف المثليين، وأفراد من أقليات دينية وعرقية.

وقال شهود عيان إن الأوكرانيين الذين أرسلوا إلى مخيم بيزيمين، التُقطت صورهم وأُجبروا على تسليم هواتفهم وأوراقهم الثبوتية قبل أن يتم ترحيلهم إلى روسيا. بينما وصف الكرملين هؤلاء بـ "اللاجئين"، حيث ذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" (Rossiyskaya Gazeta)  الموالية للحكومة الروسية، أن موسكو تحقّقت من السجلات الأمنية لحوالي 5 آلاف مدني في بيزيمين، لمنع "القوميين الأوكرانيين من التسلل إلى روسيا".

لكن الهاربين يسردون قصة مختلفة تشبه ما عاشه المحتجزون في "مخيمات الاعتقال النازية"، إذ أكدوا أنهم شهدوا عمليات تعذيب وقتل قامت بها القوات الروسية للتخلص من "النازيين الأوكرانيين".

وتعتبر الأمم المتحدة ترحيل الأشخاص، أو نقلهم من الأراضي المحتلة "جريمة حرب"، بينما تصرّ روسيا على أن المواطنين الأوكرانيين أتوا طوعًا إلى أراضيها.

لكن المجلة اعتبرت أن "مخيمات التصفية تشكّل أداة للحرب، وتستخدم لطمس الهوية الأوكرانية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close