رحّب ملك هولندا في خطابه بمناسبة عيد الميلاد، باعتذار الحكومة هذا الأسبوع عن دور الدولة الهولندية في 250 عامًا من العبودية، معتبرًا أنّ ذلك يمثّل "بداية طريق طويل".
وقال الملك فيليم ألكسندر من قصر تن بوش في لاهاي: "لا أحد يتحمّل اليوم المسؤولية عن الأعمال غير الإنسانيّة، التي لحقت بحياة أولئك الرجال والنساء والأطفال".
وتدارك بالإشارة إلى أنه "من خلال مواجهة ماضينا المشترك بصدق والاعتراف بالعبودية جريمة ضد الإنسانية، فإننا نضع الأسس لمستقبل مشترك نقف فيه ضدّ كلّ أشكال التمييز والاستغلال والظّلم المعاصرة".
#هولندا تعتذر عن ماضي العبودية.. وأحفاد الشعوب المستعمرة يقولون إن الاعتذار ليس كافيا #تواصل pic.twitter.com/xb8IiqsTat
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 20, 2022
ووعد فيليم ألكسندر أن الموضوع "سيحظى باهتمام" أعضاء العائلة الملكيّة "في العام التذكاري القادم"، وأن يظلوا "معنيّين" به.
"مارسوا العبودية وحرضوا عليها"
والإثنين الماضي، ألقى رئيس الوزراء الهولندي مارك روته خطابًا نيابة عن الدولة الهولندية اعتذر خلاله عن الدور التاريخي لبلاده في ممارسة العبودية، والعواقب الناجمة عن ذلك التي اعترف بأنها مستمرة حتى يومنا هذا.
وقال روته في خطاب بهيئة المحفوظات الوطنية الهولندية بثه التلفزيون: "أتقدم بالاعتذار اليوم. فقد مارست الدولة الهولندية وممثلوها على مدى قرون العبودية وحرضوا عليها واستفادوا منها".
ولعبت هولندا دورًا رئيسًا في تجارة العبيد عبر المحيط الأطلسي، حيث كانت مسؤولة عن نقل ما يقدر بنحو 600 ألف شخص عبر المحيط الأطلسي. كما استعبدت مئات آلاف البشر الآخرين في إندونيسيا والهند وجنوب إفريقيا، بحسب "نيويورك تايمز".
وأثار اختيار 19 ديسمبر/ كانون الأول موعدًا للاعتذار جدلًا في هولندا وخارجها. فقد أرادت المنظمات المختصة في بحث تاريخ العبودية وإرثها أن يتم تقديم الاعتذار في الأول من يوليو/ تموز، وهو التاريخ الذي يوافق 150 عامًا على انتهاء العبودية.
وأعربت رئيسة وزراء سان مارتن ورئيس سورينام عقب تقديم الاعتذار عن أسفهما لعدم وجود حوار من جانب هولندا.
كما تم انتقاد عدم إعلان إجراءات ملموسة من جانب الحكومة في بعض المستعمرات السابقة، فيما طلب البعض تعويضات.
ووعدت الحكومة بإقامة العديد من فعاليات إحياء الذكرى اعتبارًا من العام المقبل.