السبت 7 Sep / September 2024

برج بيزا ومحاولات "التصحيح".. هل يصمد المعلم الإيطالي المائل؟

برج بيزا ومحاولات "التصحيح".. هل يصمد المعلم الإيطالي المائل؟
الجمعة 7 يناير 2022

شارك القصة

استمر بناء برج بيزا المائل قرنين من الزمن (غيتي)
استمر بناء برج بيزا المائل قرنين من الزمن (غيتي)

إن كانت الوجهة برج بيزا أم برج الجرس في المدينة الواقعة في إقليم توسكانة الإيطالي، فالوصول في الحالتين سيكون إلى ذاك المعلم المائل الذي جذب السياح وحيّر العلماء.

ولطالما تفنّن زوّار المكان في التقاط الصور الخارجية التي تظهر ميلانه، وعمد كثر منهم إلى اصطناع الخوف من سقوط البرج عليهم. 

وحقيقة الأمر أن البرج الذي نُفذ على مرحلتين، ويبلغ ارتفاعه ما يقرب الـ 57 مترًا وحوالي 56 مترًا عند جهة الميلان، خضع لمحاولات تدعيم عديدة ضمن آخرها سلامته لمئات الأعوام، باستثناء تعرّضه لحادث كبير على غرار الزلازل.

ميلان وغرابة

والبرج عُد بناء شائعًا في إيطاليا في القرن العاشر، ورمز إلى قوة مدينة توسكانا وثروتها الاقتصادية، ويؤمل أن يبقى إرثًا حضاريًا للأجيال، بعد أن كان بناؤه الذي انطلق عام 1173 قد استمر لقرنين من الزمن.

حينها بُني البرج بوصفه برج جرس لكاتدرائية تقع في "ساحة المعجزات"، وبينما أُريد له أن يتميّز بروعة بنائه ودقته، إلا أنه جذب الاهتمام بميلانه وغرابته. 

بحسب المعلومات المتداولة، فإن ميلان البرج لوحظ عند وصول بنائه إلى الطبقة الثالثة. كان ذلك من الجهة الجنوبية، وقد أُرجع الأمر إلى التربة الرخوة والرملية في المدينة التي يُردّ اسمها إلى اليونانية ويعني "أرض المستنقعات".

يتألف البرج من ثماني طبقات زينها الرخام الأبيض وحملت ملامح الطراز الروماني. وهو إلى ذلك يضم ما يقرب من 294 درجة تلتفّ بشكل حلزوني من الداخل، وسبعة أجراس يصل وزن كل واحد منها إلى 3 أطنان.

وفيما ظلت هوية من قاموا بتصميمه موضع شك والتباس، يُعتقد على نطاق واسع أنهم المهندسون بونانو بيسانو، وغيراردو دي غيراردو، وجيوفاني بيسانو، وجيوفاني دي سيمون.

كما يُعزى طول فترة البناء إلى توقفها مرّات عدّة بسبب الحروب والديون ومسعى المهندسين إلى "تصحيح" الميلان.

أُغلق برج بيزا الإيطالي أمام زواره في السابع من يناير عام 1990 ليخضع لعملية ترميم عاجلة تحول دون انهياره (غيتي)
أُغلق برج بيزا الإيطالي أمام زواره في السابع من يناير عام 1990 ليخضع لعملية ترميم عاجلة تحول دون انهياره (غيتي)

محاولات التصحيح

ومحاولات وقف ميلان برج بيزا أو تصحيحه كانت عديدة؛ من بينها قيام العمال بالحفر حول البرج وإزالة الأتربة، الأمر الذي فاقم من خطر انهياره.

كما عُمد عند بناء الطبقات التي تلت ظهور الاعوجاج بشكل أطول قليلًا على الجانب القصير من البرج في محاولة للتعويض عن الميلان. غير أن الوزن الإضافي تسبّب بغرق الصرح وانحنائه أكثر.

وفي عهد الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني، اعتبر الأخير أن انحراف البرج يسيء لمُثله، فأمر بتصحيح الخلل عن طريق حقن 200 طن من الخرسانة تحت الأساسات.

أما مطلع التسعينيات، فقد أُغلق البرج أمام زواره في السابع من يناير/ كانون الثاني، ليخضع لعملية ترميم عاجلة تحول دون انهياره. 

وبعد أن وصلت درجة الميلان إلى 5.4 درجات، قام المهندسون بالحفر 40 مترًا تحت البرج، وربطه بكوابل فولاذية، فتمكنوا من تقليل ميلانه وحفظه من السقوط للمرة الأولى منذ بنائه.

وعام 2001 أُعيد فتحه أمام الزوار. ومن المتوقع أن يصمد 300 سنة أخرى على الأقل.

المصادر:
العربي