لا تقتصر تأثيرات الحرب على واقع اليمنيين وحاضرهم اليوم، فالتشوّهات الخلقية والتأثيرات النفسية التي ستخلّفها تهدد مستقبل جيل أو أجيال قادمة.
في مستشفى السبعين الحكومي بمدينة صنعاء، يعاين طبيب الأطفال عبدالكريم البشري بشكل يومي عددًا من حالات تشوّهات الأطفال، تصل من مناطق يمنية مختلفة.
يقول الطبيب: "نستقبل مثل هذه الحالات بشكل متكرر، والأمر يزداد بين فترة وأخرى نتيجة الأوضاع التي تشهدها البلاد".
أسلحة وسوء تغذية
ويتسبّب سوء التغذية وغياب برامج رعاية الأم والطفل في بعض حالات التشوّهات الخلقية. كما أن استخدام الأسلحة ومخلفات الغارات الجوية خلال الصراع الدائر في البلاد، يُعد سببًا رئيسًا في ظهور تلك الحالات، لا سيما لدى الأجنة أو المواليد من وجهة نظر مختصين، بينما يحذر آخرون من تزايد الحالات مستقبلًا.
ويؤكد استشاري جراحة الأطفال والتشوّهات الخلقية ماجد المغلس، أنه "مع وجود الصراع والحرب القائمة واستخدام الأسلحة، يحتمل أن يكون لذلك أثر كبير على المدى البعيد".
إلى ذلك، تحاول المستشفيات الحكومية التعاطي مع كثير من حالات التشوّه، وفق ما هو متاح من إمكانيات.
وفيما يستدعي علاج بعض تلك الحالات نقلها إلى خارج البلاد، يظل هذا الأمر غير ممكن في ظل استمرار الحرب وإغلاق المطارات.
حالات واضحة
ويشير استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة أحمد شمسان المقربي، إلى أن العوامل التي أدت إلى ارتفاع عدد حالات تشوّه الأجنة في اليمن، زادت بشكل ملحوظ بعد عام 2015 بنتيجة الحروب الدائرة حاليًا.
ويقول في حديثه إلى "العربي" من صنعاء: إن الحالات واضحة إلى حد كبير، ووزارة الصحة على علم بذلك، وقد أبلغت منظمة الصحة العالمية بالإحصائيات إلى حد ما.
كما يلفت إلى أن أعداد الحالات في المستشفيات تتزايد، معددًا في سياق الأسباب مخلفات الحرب مثل مادتَي الزئبق والرصاص، وسوء التغذية الشديد، والأغذية الرديئة التي لا تطابق المواصفات العالمية، وكذلك الأدوية الرديئة المهربة.