أحصت وكالة الأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة سقوط أكثر من مليوني قتيل نتيجة حوالي 12 ألف ظاهرة جوية متطرّفة مرتبطة بالطقس والمناخ والمياه على مدى نصف القرن الماضي في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى أضرار اقتصادية بقيمة 4.3 تريليون دولار.
وذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أمس الإثنين في افتتاح مؤتمرها الذي يُعقد كل أربع سنوات، أنّ الأضرار الاقتصادية للكوارث المرتبطة بالطقس والمناخ تستمرّ في الارتفاع، وإن ساعدت أنظمة الإنذار المُبكّر في الحدّ من الوفيات المُرتبطة بالمناخ والكوارث الأخرى المرتبطة بالطقس.
وشدّدت على الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتحسين أنظمة الإنذار بالظواهر الجوية المتطرّفة بحلول الموعد المستهدف عام 2027.
وقالت المنظمة: "لقد ارتفعت الخسائر الاقتصادية. لكن تحسين الإنذارات المبكرة والإدارة المنسقة للكوارث أدى إلى خفض عدد الضحايا على مدى نصف القرن الماضي"، مرجّحة أن يستمرّ تزايد الضرر الاقتصادي.
وحذّرت الوكالة، التي تتّخذ من جنيف مقرًا لها مرارًا من تداعيات تغيّر المناخ، قائلة إنّ ارتفاع درجات الحرارة زاد من تواتر وشدة الطقس القاسي، بما في ذلك الفيضانات والأعاصير وموجات الحر والجفاف.
وسُجّلت معظم الأضرار الاقتصادية بين عامي 1970 و2021 في الولايات المتحدة بمجموع 1.7 تريليونات دولار، بينما وقعت 9 من كل 10 وفيات في جميع أنحاء العالم في البلدان النامية.
وأوضحت المنظمة أنّ البلدان النامية هي التي لمست الأثر الاقتصادي لهذه الحوادث المتطرّفة، نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي، وأنّ المجتمعات الأكثر ضعفًا تتحمّل للأسف وطأة المخاطر المُتعلّقة بالطقس والمناخ والمياه.
ما هي المناطق الأكثر تضرّرًا؟
وفي جميع أنحاء العالم، كانت الأعاصير المدارية السبب الرئيسي للخسائر البشرية والاقتصادية المبلغ عنها.
ففي أفريقيا، أحصت المنظمة أكثر من 1800 كارثة، و733585 حالة وفاة مرتبطة بحوادث الطقس والمناخ والمياه المتطرّفة، بما في ذلك الفيضانات والعواصف العاتية. وكان الإعصار الاستوائي "إيداي" الأكثر تكلفة عام 2019، حيث بلغت أضراره 2.1 مليار دولار.
وسجّل جنوب غرب المحيط الهادئ حوالي 1500 كارثة، ما أدى إلى مقتل 66951 شخصًا وخسائر اقتصادية بقيمة 185.8 مليار دولار.
وسجّلت آسيا أكثر من 3600 كارثة، أدت إلى مقتل 984263 شخصًا، وخسائر اقتصادية بقيمة 1.4 تريليون دولار، معظمها بسبب الأعاصير.
بينما شهدت أميركا الجنوبية 943 كارثة أسفرت عن 58484 حالة وفاة، وأكثر من 115 مليار دولار من الخسائر الاقتصادية.
وأدت أكثر من 2100 كارثة في أميركا الشمالية وأميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي إلى 77454 حالة وفاة وخسائر اقتصادية بقيمة 2 تريليون دولار.
وشهدت أوروبا حوالي 1800 كارثة، أدت إلى 166492 حالة وفاة، وخسائر اقتصادية بقيمة 562 مليار دولار.
والأسبوع الماضي، توقّعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنّ الأرض ستُواجه في غضون السنوات الخمس المقبلة عامًا أكثر دفئًا مما كان عليه في منتصف القرن التاسع عشر بمتوسط درجة حرارة 1.5 درجات مئوية، وهي العتبة الرئيسية المستهدفة بموجب اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.