الجمعة 20 Sep / September 2024

ياسيمن لاري.. ثمانينية باكستانية تقاوم بتصاميم بسيطة الكوارث الطبيعية

ياسيمن لاري.. ثمانينية باكستانية تقاوم بتصاميم بسيطة الكوارث الطبيعية

شارك القصة

المهندسة الباكستانية ياسمين لاري
المهندسة الباكستانية ياسمين لاري - فيسبوك
دفعت الكوارث الطبيعية في باكستان وشرق آسيا واحدة من أهم المهندسات لتطوير بيوت بدائية مقاومة لتلك الكوارث دون تكلفة باهظة.

تسعى المهندسة المعمارية ياسمين لاري في الثانية والثمانين من عمرها، إلى تحصين المجتمعات الريفية الباكستانية الأكثر هشاشة حيال تغيّر المناخ.

وتخلّت لاري، أول مهندسة معمارية باكستانية، عن مشاريع بملايين الدولارات في مدينة كراتشي الضخمة، لتطوير منازل رائدة من الخيزران مقاومة للفيضانات. وقد ساهمت المساكن التجريبية القليلة التي شيّدت في قرية بونو كولوني في إنقاذ عائلات من أسوأ فيضانات موسمية أغرقت ثلث البلاد العام الماضي.

البيوت المقاومة للكوارث

وتقوم لاري بحملة لتوسيع نطاق المشروع إلى مليون منزل مصنوعة من مواد محلية ميسورة الكلفة، ما يوفر وظائف جديدة لسكان المناطق الأكثر ضعفًا.

وقد صمّمت هذه المهندسة المعمارية التي تدرّبت في المملكة المتحدة، بعض المباني الأكثر شهرة في كراتشي، بما فيها مقر شركة النفط الباكستانية فضلًا عن سلسلة من المنازل الفاخرة.

وبينما كانت تفكر في التقاعد، دفعتها سلسلة من الكوارث الطبيعية، بما فيها الزلزال الهائل في العام 2005، وفيضانات العام 2010، إلى مواصلة العمل مع مؤسسة التراث الباكستانية التي تدير مشاريعها الريفية.

من البيوت المقاومة للفيضانات التي صممتها لاري
من البيوت المقاومة للفيضانات التي صممتها لاري- فيسبوك

وقالت لاري لوكالة "فرانس برس": "كان علي أن أجد الحل أو طريقة يمكنني من خلالها تنمية قدرات السكان حتى يتمكنوا من تدبر أمورهم بأنفسهم بدلًا من انتظار المساعدة الخارجية". وأضافت: "شعاري هو صفر كربون، صفر نفايات، صفر جهات مانحة، وهو ما أعتقد أنه يؤدي إلى القضاء على الفقر".

قرى الفقراء

ويقول العلماء إن تغيّر المناخ يجعل الأمطار الموسمية أكثر غزارة وغير قابلة للتوقع، ما يزيد الحاجة الملحة إلى تعزيز قدرة البلاد على مقاومة الفيضانات، خصوصًا أن أكثر الناس فقرًا يعيشون في المناطق الأكثر عرضة للخطر.

وباكستان، هي خامس أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، مسؤولة عن أقل من 1% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، لكنها واحدة من أكثر الدول عرضة لتأثيرات الظروف الجوية القصوى.

أنشئت قرية بونو كولوني التي تضم حوالي 100 منزل، قبل أشهر قليلة من وصول الأمطار الموسمية الكارثية الصيف الماضي متسبّبة في نزوح ثمانية ملايين شخص. ومنازل القرية المرتفعة محمية من المياه المندفعة في حين أن هياكلها المصنوعة من الخيزران، المغروسة في عمق الأرض، يمكن أن تتحمل الضغط دون أن تُقتلع.

"شانوارا"

وتعتبر الأكواخ الطينية، المعروفة محليًا باسم "شانوارا"، بمثابة تحسين للمنازل التقليدية المكونة من غرفة واحدة والمنتشرة على طول المساحات الطبيعية لمقاطعة السند الجنوبية وولاية راجستان في الهند. وهي تتطلّب فقط مواد متوافرة محليًا: الكلس والطين والخيزران والقش. وبعد التدريب المباشر للسكان المحليين، يمكن جمعها بكلفة حوالي 170 دولارًا، أي نحو ثُمن كلفة منزل من الإسمنت والطوب.

أكواخ شانوارا التي صممتها لاري
أكواخ شانوارا التي صممتها لاري - فيسبوك

في ريف السند، ما زال عشرات الآلاف من الأشخاص نازحين، وما زالت المياه الراكدة موجودة في أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية بعد عام تقريبًا من أسوأ فيضانات شهدتها البلاد على الإطلاق.

وقدّر البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي في دراسة مشتركة أن باكستان تكبدت 32 مليار دولار من الأضرار والخسائر الاقتصادية وستحتاج إلى 16 مليار دولار لإعادة الإعمار وإعادة التأهيل.

تكريم ملكي

وتستذكر لاري عملها في الإسكان الاجتماعي في لاهور في السبعينيات عندما اطلعت نساء محليات على  مخططاتها الهندسية وسألنها أين ستعيش دجاجاتهن. وقالت: "بقيت تلك الدجاجات في ذهني، وكانت حاجات النساء أولويتي عندما أضع تصميمًا".

كّرمت لاري عن أعمالها من قبل المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين، الذي منحها الميدالية الذهبية الملكية لعام 2023 لتفانيها في استخدام الهندسة المعمارية لتغيير حياة الناس.

وقال رئيس المعهد سايمن ألفورد: "كشخصية ملهمة، انتقلت من ممارسة كبيرة تتمحور حول حاجات عملاء دوليين إلى التركيز فقط على القضايا الإنسانية". وعلّقت لاري: "إنه شعور رائع. لكن بالطبع، هذا يجعل مهمتي أكثر صعوبة. يجب أن أضمن الوفاء بالتزاماتي الآن".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة
Close