في مصانع الطوب الواقعة على مشارف العاصمة الأفغانية كابل، يعمل أطفال صغار بعدما دفعت بهم أسرهم نحو سوق العمل، في ظل الأوضاع الاقتصادية وارتفاع مستوى الفقر والجوع.
وأشار تقرير حديث لمنظمة "إنقاذ الطفولة" إلى أنه منذ عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان قبل عام تكافح معظم العائلات لتوفير الطعام لأطفالها مع نقص تدفق المساعدات الخارجية.
بدورها، توضح نائبة رئيس مكتب "إنقاذ الطفولة" في أفغانستان بهشتا أن معظم العائلات فقدت دخلها ولهذا السبب لا تسمح لأطفالها بالذهاب إلى المدرسة بل تجعلهم يعملون في الشوراع أو تتخلى عنهم مقابل المال.
فالطفلة الأفغانية رقية واحدة من أولئك الأطفال الذين يعملون في مصانع الطوب، حيث اضطرت للعمل في مصنع خارج كابل لجني بعض الدريهمات، وتقضي رقية يومها في جمع قطع صغيرة من الفحم من قاع الفرن حيث تأتي مع مئات الأطفال العاملين فيه.
فقد أجبرت الظروف المالية الصعبة التي تعيشها أسرة رقية على أن تعمل مع والدها لإطعام أسرتها المكونة من 7 أفراد.
وتقول رقية: إن "العمل في مصنع الطوب صعب للغاية، عندما أعود إلى المنزل تؤلمني يداي وأشعر بالتعب".
من جانبه، يقول والد رقية: إن "الجميع يعاني ولا أحد يفكر في المدارس، نحن جميعًا يتعين علينا العمل"، مشيرًا إلى أن مئات الأطفال يعملون في ظروف صعبة، مليئة بالغبار لكسب قوتهم.
إلى ذلك، دفع التباطؤ الاقتصادي في البلاد ملايين الأفغان إلى الفقر والجوع، ما يهدد صحة الأطفال ومستقبلهم.
"الفقر والوضع الاقتصادي الصعب"
وفي هذا الإطار، أكد مدير مؤسسة "دعم وحماية الأطفال" في أفغانستان نصير أحمد أحمدي، أن عمل الأطفال في الشوارع يتصاعد في البلاد حاليًا، منذ أن تغيرت الحكومة في البلاد، لافتًا إلى أن هذا الوضع يرجع إلى الفقر وعدم وجود فرص العمل.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من كابل أن الأطفال في البلاد يلجأون إلى العمل لمساعدة أسرهم، بسبب الفقر والوضع الاقتصادي الصعب.
وحول طبيعة أعمال الأطفال في الشارع، أوضح أحمدي أن الأطفال يعملون في بيئة ليست صحية، مشيرًا إلى أن الأطفال يعملون في مهن كمسح الأحذية وغسل السيارات لكسب المال بالإضافة إلى بعض الأعمال الأخرى
وأضاف أحمدي أن خطورة عمل الأطفال في الشوارع أيضًا تكمن في توقفهم عن الدراسة والتعلم، مما يهدد مستقبلهم.
وأردف أن الحكومة الأفغانية هي المسؤولة عن هذه الظاهرة، خصوصًا وزارة الشؤون الاجتماعية وقسم حماية العمل والأطفال، التي يجب عليها العمل على سياسات خاصة باتخاذ إجراءات مستعجلة لوقف عمل الأطفال ومساعدتهم هم وأسرهم.
وتابع أحمدي أن المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية هي أيضًا مسؤولة وعليها أن تعمل بسرعة لمساعدة الأطفال، لأن الحكومة الجديدة عليها تحديات كثيرة لا بد من مواجهتها.
وأوضح أن نقص التمويل أثر بشدة على الأطفال في البلاد، مشددًا على ضرورة استمرار دعم المنظمات غير الحكومية الدولية، والعمل مع المنظمات غير الحكومية في أفغانستان لمساعدة الأطفال الفقراء.