الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

بسبب النزاع.. ليبيا من الدول "الأقل استعدادًا" لمواجهة تقلبات المناخ

بسبب النزاع.. ليبيا من الدول "الأقل استعدادًا" لمواجهة تقلبات المناخ

شارك القصة

تقرير لـ "العربي" حول جفاف سد وادي كعام في شرق العاصمة الليبية طرابلس (الصورة: غيتي)
نبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن "ليبيا تتأثر من تغير المناخ بدرجة أكبر من غيرها، وهي مصنفة ضمن البلدان الأقل استعدادًا لمواجهة الأخطار المناخية".

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الإثنين، أن النزاع الدائر في ليبيا أسفر عن إضعاف قدرة البلاد على مواجهة مخاطر تغيّر المناخ.

وقالت اللجنة في بيان: إن النزاع أضعف قدرة ليبيا على مواجهة مخاطر تقلّبات المناخ، حيث من المرجح أن تتفاقم آثار هذه المخاطر على الإنتاج الزراعي، وبالتالي سبل كسب عيش آلاف الناس وغذائهم وأمنهم الاقتصادي.

وكانت ليبيا الغنية بالنفط قد عانت لسنوات من نزاع مسلّح بين الشرق والغرب، فيما تستمر الخلافات السياسية بين الفرقاء حول الانتخابات والدستور وتقاسم عائدات الثروة النفطية وغيرها.

وتتنافس حاليًا حكومة شكلها وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا مع حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، حيث يرفض الأخير حتى الآن التخلي عن السلطة.

عنف وهجرة

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه "في قرية العوينية الواقعة جنوب غربي طرابلس، حيث تشكل الزراعة المصدر الرئيس لدخل معظم السكان، أجبر العنف المحتدم الكثير من المزارعين المحليين على هجر أراضيهم ومنازلهم والانتقال إلى مناطق أخرى التماسًا للسلامة".

وأضافت أنه "بعد سنوات من النزوح، عاد بعض المزارعين إلى ديارهم ليجدوا أراضيهم وقد أهلكها العطش، في الوقت الذي تضرّرت فيه البنية التحتية من جراء النزاع".

وتُعد ليبيا من الدول التي تُعاني فقر المياه الحاد؛ بمعدل لا يتجاوز 120 مترًا مكعبًا للفرد الواحد في السنة.

ووفق تقرير للبنك الدولي، فإن محدودية موارد المياه المتجددة والجفاف وتدني جودة التربة، أسفر عن إفقار الإنتاج الزراعي، الأمر الذي يجبر ليبيا على استيراد نحو 75% من الغذاء اللازم لتلبية الاحتياجات المحلية. 

وفي هذا الصدد، تقول اللجنة إنه في بلد معظم أراضيه صحراوية ولا تزيد نسبة الأراضي الصالحة للزراعة عن 2%، يهجر المزيد من المزارعين نشاطهم الزراعي، في ظل ندرة موارد المياه، والأراضي التي ترويها مياه الأمطار تنتج محاصيل ضئيلة للغاية بسبب موجات الجفاف".

"ظواهر مناخية متطرفة"

إلى ذلك، اعتبرت اللجنة أن "ليبيا تتأثر من تغيّر المناخ بدرجة أكبر من غيرها، وهي مصنفة ضمن البلدان الأقل استعدادًا لمواجهة الأخطار المناخية على مستوى العالم".

ونبّهت إلى أن تغيّر المناخ يُعرّض البلاد لظواهر مناخية متطرفة، مثل تزايد العواصف الرملية والترابية وموجات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، فضلًا عن ارتفاع شدة هذه الظواهر. 

وأكدت أن "الأثر الذي خلّفه النزاع المتجدد الممتد لسنوات أضعف قدرة البلاد على التكيف، في الوقت الذي كُرّست فيه الموارد اللازمة لتخفيف حدة المخاطر المناخية للتعامل مع تبعات النزاع الممتد القصيرة والطويلة الأجل".

وكانت ليبيا قد شهدت صيف العام الماضي جفاف مياه سد وادي كعام شرقي طرابلس، نتيجة ندرة الأمطار في السنوات الأخيرة. 

وعلى الأثر، تكرّرت مطالب المزارعين والسكان في المنطقة بتدخل السلطات المعنية لمواجهة هذا التهديد المحيط بمصدر أساسي للمياه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close