بعد هجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية فيما يبدو أنها عملية جوية منسقة شنتها كييف على موسكو ومناطق أخرى، أفاد حكام مناطق روسية ووسائل إعلام، باندلاع حرائق في منشآت وقود في منطقتي أوريول ونيجني نوفغورود اليوم الثلاثاء.
وكانت وكالة الإعلام الروسية الرسمية ذكرت نقلًا عن وزارة الدفاع في البلاد، أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت ما مجموعه 25 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا فوق عدة مناطق روسية. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت جميع الطائرات المسيرة قد تم تدميرها.
وقال جليب نيكيتين حاكم منطقة نيجني نوفغورود عبر تطبيق تلغرام: "في الصباح، تعرضت منطقة كستوفو الصناعية، وهي مجمع للوقود والطاقة، لهجوم بطائرات مسيرة"، مضيفًا أن حريقًا اندلع في وحدة معالجة الوقود في نيجني نوفغورود نتيجة للهجوم.
وفي السياق، ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلًا عن هيئة السكك الحديدية الروسية أن قطار إطفاء شارك في إخماد حريق في منطقة مصفاة تابعة لشركة "لوك أويل" في كستوفو.
من جهته، قال أندريه كليتشكوف حاكم منطقة أوريول بوسط روسيا عبر تطبيق تلغرام: إن "أوكرانيا شنت هجومًا بطائرة مسيّرة على منشأة للوقود في منطقة أوريول"، بينما ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلًا عن خدمات الطوارئ أن النيران اشتعلت في خزان للنفط جراء الهجوم.
ونشرت قناة بازا على تطبيق تلغرام، وهي قناة وثيقة الصلة بسلطات إنفاذ القانون الروسية، صورة لألسنة اللهب الضخمة تتصاعد فوق ما بدت أنها منشأة صناعية. ونقلت القناة عن سكان محليين قولهم إن انفجارًا وقع قبل اندلاع الحريق.
إلى ذلك، أبلغ مسؤولون في مناطق موسكو وكورسك وتولا وفورونيغ وبيلغورود أيضًا عن هجمات بطائرات مسيرة. ولم يذكروا سوى القليل من التفاصيل حول الأضرار المحتملة، لكنهم قالوا إنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو خسائر بشرية جراء الهجمات.
هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة على روسيا
وفي الأشهر القليلة الماضية، شنت أوكرانيا سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة على مصافي تكرير ومنشآت طاقة روسية، وقد نجح بعض هذه الهجمات، وتسببت في إلحاق أضرار وتوقفات كبيرة.
وفي يناير/ كانون الثاني، شنت طائرتان مسيرتان هجومًا على منشأة للوقود في أوريول، وهي مدينة تقع على بعد 370 كيلومترًا جنوبي موسكو و220 كيلومترًا من الحدود الأوكرانية. واندلع حريق هناك في فبراير/ شباط، لكن المسؤولين لم يذكروا سببًا لاندلاع هذا الحريق.
وقال فياتشيسلاف غلادكوف حاكم منطقة بيلغورود على تطبيق تلغرام: إن "7 مجمعات سكنية في المنطقة الروسية المتاخمة لأوكرانيا انقطعت عنها الكهرباء طوال الليل بعدما أسقطت طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا متفجرات".
وأفاد رومان ستاروفويت حاكم منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا أيضًا اليوم الثلاثاء بأن 3 طائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا أُسقطت الليلة الماضية فوق المنطقة، بينما تقوم خدمات الطوارئ بالتحقق من الأضرار المحتملة.
وذكرت وسائل إعلام روسية نقلًا عن مسؤولين محليين في تولا أن طائرة مسيرة أُسقطت فوق المنطقة المتاخمة لمنطقة موسكو، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
زيلينسكي يتحدث عن الوضع على الجبهة الأمامية
وعلى المقلب الآخر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الوضع على جبهة الحرب الأوكرانية مع روسيا أفضل مما كان عليه منذ ثلاثة أشهر، حيث لم تحقق القوات الروسية أي تقدم جديد بعد استيلائها الشهر الماضي على مدينة أفدييفكا في شرق البلاد.
وفي مقابلة مع قناة (بي.إف.إم) الفرنسية أمس الاثنين، أوضح زيلينسكي، أن أوكرانيا طورت موقعها الإستراتيجي على الرغم من نقص الأسلحة، لكنه أشار إلى أن الوضع قد يتغير مرة أخرى إذا لم تتلق بلاده إمدادات جديدة.
وقال زيلينسكي في تصريحات مصحوبة بتعليق صوتي باللغة الفرنسية: "الوضع أفضل بكثير مما كان عليه خلال الأشهر الثلاثة الماضية".
وأضاف: "لقد واجهنا بعض الصعوبات بسبب النقص في قذائف المدفعية، والحصار الجوي، والأسلحة الروسية البعيدة المدى، والهجمات التي نفذتها الطائرات المسيّرة الروسية بكثافة".
وأردف: "عملنا بطريقة فعالة للغاية.. لمواجهة الطائرات الروسية. وضعنا تحسن في الشرق. وأوقفنا تقدم القوات الروسية".
ومنح استيلاء روسيا على أفدييفكا فرصة لقواتها لالتقاط الأنفاس في الدفاع عن المركز الإقليمي الذي تسيطر عليه روسيا في دونيتسك، على بعد 20 كيلومترا إلى الشرق.
واستولت القوات الروسية بعد ذلك على مجموعة من القرى بالقرب من أفدييفكا. لكن متحدثين عسكريين أوكرانيين قالوا الأسبوع الماضي إن هذه القوات لم تحقق تقدمًا جديدًا وإن القوات الأوكرانية عززت مواقعها.
وأوضح زيلينسكي أن القوات الروسية سوت كل شيء بالأرض خلال القصف الذي تعرضت له أفدييفكا على مدار شهور. وقال: "لم يعد بإمكاننا التحدث عن مدينة حيث تعرض كل شيء للدمار في أفدييفكا".
وأضاف أن القوات الروسية تتفوق على قواته من حيث الأسلحة بعيدة المدى.
لكنه أشار إلى أن القوات الأوكرانية أسقطت أعدادًا كبيرة من الطائرات الروسية و"تواصل التصدي بقوة (لهذه الطائرات) في البحر الأسود"، حيث تعرضت أهداف عسكرية روسية لهجمات متكررة.
وأضاف أن القوات الأوكرانية أقامت ثلاثة خطوط من التحصينات على مساحة تتجاوز ألف كيلومتر من الأراضي.