أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن بلاده "تأمل" في أن تتمكن من إثارة خلافها مع فرنسا بشأن أزمة الغوّاصات "الأسبوع المقبل" في الأمم المتحدة.
وكتب برايس على تويتر: "لقد كنا على اتصال وثيق مع حلفائنا الفرنسيين"، و"نأمل أن نتمكن من مواصلة نقاشنا حول هذا الموضوع على مستوى عالٍ في الأيام المقبلة، بما في ذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل" في نيويورك.
[1 of 3]: We have been in close contact with our French allies. We understand their position, and we are aware of their plans to recall Ambassador Etienne to Paris for consultations. France is a vital partner & our oldest ally, and we place the highest value on our relationship. pic.twitter.com/xLci8Y8V6V
— Ned Price (@StateDeptSpox) September 18, 2021
وأضاف أنه "يتفهّم موقف" الفرنسيين، مؤكدًا أنه أحيط علمًا بقرار باريس غير المسبوق استدعاء سفيرها في الولايات المتحدة "للتشاور".
"خطورة استثنائية"
وسيكون وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والفرنسي جان إيف لودريان في نيويورك الأسبوع المقبل، لحضور الاجتماع السنوي للأمم المتحدة.
واستدعت فرنسا أمس الجمعة سفيرَيها لدى الولايات المتحدة وأستراليا للتشاور، في قرار غير مسبوق تجاه حليفين تاريخيين، عقب إلغاء كانبيرا عقدًا ضخمًا مع باريس لشراء غوّاصات وإبرامها آخَر جديدًا مع واشنطن للغرض نفسه.
وقال لودريان في بيان: "بناءً على طلب رئيس الجمهورية، قرّرتُ أن استدعي فورًا إلى باريس للتشاور سفيرَينا لدى الولايات المتحدة وأستراليا".
وأوضح أن "هذا القرار الاستثنائي تُبرّره الخطورة الاستثنائيّة لما أعلنته أستراليا والولايات المتحدة في 15 سبتمبر/ أيلول".
"أقدم حليف لنا"
وفي إطار الجهود التي تُبذل منذ الخميس لتهدئة غضب باريس، قال برايس: إن "فرنسا شريك حيوي وأقدم حليف لنا، ونعتقد أنّ علاقتنا قيّمة جدًا".
وأشار إلى أنّ "التحالف عبر الأطلسي قد عزّز الأمن والاستقرار والازدهار في كلّ أنحاء العالم على مدى أكثر من سبعة عقود، والتزامنا بهذه الروابط وتعاوننا لا يتزعزع"، واعدًا بـ"التعاون" مع باريس "في ملفّات عدّة، بما في ذلك في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ".
من جهتها، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إميلي هورن: "لقد كنا على اتصال وثيق مع شركائنا الفرنسيين بشأن قرارهم استدعاء السفير إلى باريس للتشاور. نتفهم موقفهم وسنواصل السعي في الأيام المقبلة لحل خلافاتنا، كما فعلنا في أوقات أخرى خلال تحالفنا الطويل".
في وقت سابق أيضًا، شدد مسؤول في البيت الأبيض مشترطًا عدم كشف اسمه على أن "فرنسا أقدم حليف لنا وأحد أقوى شركائنا، ونتشارك معها تاريخًا طويلًا وقِيمًا ديمقراطيّة والتزامًا بالعمل معًا لمواجهة التحدّيات الدوليّة".
وتابع: "كما نتشارك أيضًا المصلحة بضمان أن تبقى منطقة المحيطَين الهندي والهادي حرّة ومفتوحة. وسنواصل تعاوننا الوثيق مع حلف شمال الأطلسي والاتّحاد الأوروبي وشركاء آخرين في هذا المسعى المشترك".
غضب أوروبي وخيبة أمل فرنسية على وقع إبرام صفقة ثلاثية بين الولايات المتحدة و #أستراليا و #بريطانيا pic.twitter.com/zHAn4afHnA
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 17, 2021
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن الأربعاء عن تحالف دفاعي جديد بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، موسّعًا نطاق تقنيّة الغوّاصات الأميركيّة العاملة بالدفع النووي لتشمل أستراليا، بالإضافة إلى تقنيات الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والقدرات البحريّة تحت الماء.
واعتبر لودريان أنّ التخلّي عن مشروع الغوّاصات الفرنسيّة والإعلان عن شراكة جديدة "يُشكّلان سلوكًا غير مقبول بين الحلفاء والشركاء، وتؤثّر عواقبه على مفهوم تحالفاتنا وشراكاتنا وأهمية منطقة المحيطَين الهندي والهادئ لأوروبا".
"ردة فعل أميركية"
في سياق متصل، هاجمت الصين التحالف العسكري الجديد بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية جاو لي جيان: إن التحالف الجديد يهدف إلى الحرب والدمار، مؤكدًا أن بلاده تسعى في المقابل إلى التعاون الاقتصادي وتكامل المناطق الاقتصادية.
ويشير رئيس منتدى آسيا والشرق الأوسط محمد مكرم، إلى أن "التحالف الذي نراه هذه الأيام ليس جديدًا على الإطلاق"، مذكرًا بتجمع "كواد" المؤلف من أربع دول هي الهند واليابان وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية.
ويقول في حديث إلى "العربي" من اسطنبول: "إن هذا التجمع وعلى مدى 10 سنوات فشل في أن ينجز شيئًا ذي بال".
ويعرب عن اعتقاده بأن "ما نراه هذه الأيام هو ردة فعل أميركية على ما حدث في أفغانستان من هزيمة مذلّة"، متحدثًا عن اتهامات كثيرة للإدارة الاميركية بأنها فتحت الباب على مصراعيه أمام التدخل الصيني في أفغانستان وفي سائر المنطقة.
ويلفت إلى أن إدارة بايدن تريد أن تثبت بأن هذا الانسحاب كان لصالح تقوية جبهة مقاومة ومجابهة الصين، التي أصبحت اليوم هاجس النخبة الأميركية في واشنطن.