قرر المغرب استدعاء سفيره لدى تونس حسن طارق، الجمعة، للتشاور بعد استقبال هذه الأخيرة زعيم "جبهة البوليساريو" إبراهيم غالي، لحضور قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا، المقرر انطلاقها غدًا السبت.
ويأتي القرار، وفق بيان لوزارة الخارجية، "بعد أن ضاعفت تونس مؤخرًا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا".
وأضاف البيان أن موقفها في إطار قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا (تيكاد) جاء ليؤكد بشكل صارخ هذا التوجه العدائي".
واعتبر البيان أن تونس "قررت خلافًا لنصيحة اليابان وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها من جانب واحد دعوة الكيان الانفصالي”.
وأضاف أن "ترحيب رئيس الدولة التونسية قيس سعيّد بزعيم الميليشيا الانفصالية عمل خطير وغير مسبوق، يجرح بشدة مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية".
🔴بلاغ: المغرب يقرر عدم المشاركة في القمة الثامنة لمنتدى (تيكاد) واستدعاء سفير صاحب الجلالة بتونس للتشاور. 🔗https://t.co/l9PyPH68GY pic.twitter.com/CRRJSwxZno
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) August 26, 2022
وأردف أنه "في مواجهة هذا الموقف العدائي والضار تجاه العلاقات الأخوية التي حافظ عليها البلدان على الدوام، قررت المملكة المغربية عدم المشاركة في قمة التيكاد الثامنة المنعقدة في تونس".
ولفت إلى أن "القرار لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على الروابط القوية والمتينة بين الشعبين المغربي والتونسي، اللذين يربطان بتاريخ مشترك ومصير مشترك".
واعتبر البيان أن القرار "لا يشكك في التزام المملكة المغربية بمصالح إفريقيا وعملها داخل الاتحاد الإفريقي، كما أنها لا تشكك في التزام المملكة في إطار التيكاد".
ووصل إبراهيم غالي إلى العاصمة تونس للمشاركة في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا "التيكاد 8"، الذي ستحتضنه تونس يومي 27 و28 أغسطس/ آب الجاري.
ومؤتمر "تيكاد" هو ملتقى متعدد الأطراف يضم اليابان والبلدان الإفريقية والمنظمات الدولية، والبلدان الشريكة في التنمية والمؤسسات.
وحسب ما نقلت وكالة أنباء إقليم الصحراء، كان في استقبال إبراهيم غالي لدى وصوله مطار قرطاج الدولي الرئيس التونسي قيس سعيّد.
والأسبوع الماضي، دعا العاهل المغربي بعض الدول الشريكة للمغرب التي لا تؤيد بوضوح موقف الرباط بشأن النزاع في إقليم الصحراء إلى "توضيح مواقفها"، من دون أن يخص بالذكر أي دولة.
وقال العاهل المغربي في خطابه السنوي بمناسبة ذكرى "ثورة الملك والشعب" التي تخلد النضال ضد الاستعمار: "ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل".
وأضاف مؤكدًا: "أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات".
ولم يشر الملك محمد السادس إلى أي دولة من شركاء المملكة لكنه أعرب عن الارتياح "لدعم العديد من الدول الوازنة لمبادرة الحكم الذاتي"، خاصًا بالذكر الولايات المتحدة التي اعترفت أواخر عام 2020 بسيادة الرباط على المنطقة المتنازع عليها، في إطار اتفاق ثلاثي نص أيضًا على تطبيع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل.
كما أشار إلى دول أوروبية أعلنت قبل بضعة أشهر عن "موقف بناء من مبادرة الحكم الذاتي"، مثل إسبانيا وألمانيا، ما فتح الباب لانفراج في علاقات الرباط بالبلدين بعد أزمتين دبلوماسيتين متفاوتتي الحدة.
ويقترح المغرب، الذي يسيطر على نحو 80% من المنطقة المتنازع عليها، منحها حكمًا ذاتيًا تحت سيادته كحل وحيد للنزاع القائم منذ عقود. بينما تطالب جبهة البوليساريو، المدعومة من الجارة الجزائر، باستقلال المنطقة.
هذا وتحض الأمم المتحدة المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا على استئناف المفاوضات المتوقفة منذ 2019 "بدون شروط مسبقة وبحسن نية" للتوصل إلى "حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين"، بهدف "تقرير مصير شعب الصحراء".