دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس السبت، بعض الدول الشريكة للمغرب التي لا تؤيد بوضوح موقف الرباط بشأن النزاع في إقليم الصحراء إلى "توضيح مواقفها"، مشيرًا إلى أن هذا الملف "هو معيار ونجاعة الشراكات".
فقد ذكر العاهل المغربي في خطابه السنوي بمناسبة ذكرى "ثورة الملك والشعب" التي تخلد النضال ضد الاستعمار: "ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل".
و"ثورة الملك والشعب" يحتفل بها المغرب سنويًا يوم 20 أغسطس/ آب، وهي ذكرى نفي الاستعمار الفرنسي للملك محمد الخامس جد الملك محمد السادس، ومحاولة تنصيب ملك مكانه عام 1953، وهو ما مهد لمقاومة شعبية حصل نتيجتها المغرب على الاستقلال عام 1956.
وأوضح الملك محمد السادس قائلًا: "أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات".
تقدير مواقف "دول وازنة"
في المقابل، لم يشر محمد السادس خلال الكلمة التي نقلها التلفزيون الحكومي إلى أي دولة لكنه أعرب عن الارتياح "لدعم العديد من الدول الوازنة لمبادرة الحكم الذاتي".
فبحسب العاهل المغربي، فإن "الموقف الثابت للولايات المتحدة الأميركية شكل حافزًا حقيقيًا لا يتغير بتغير الإدارات ولا يتأثر بالظرفيات".
وكانت واشنطن قد اعترفت في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، بسيادة الرباط على المنطقة المتنازع عليها في إقليم الصحراء، وذلك في إطار اتفاق ثلاثي نص أيضًا على تطبيع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل.
كما فتحت قنصلية أميركية بمدينة الداخلة في الإقليم المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو".
وإلى جانب أميركا، أشار الملك المغربي في سياق حديثه إلى دول أوروبية أعلنت قبل بضعة أشهر عن "موقف بناء من مبادرة الحكم الذاتي"، مثل إسبانيا وألمانيا، ما فتح الباب لانفراج في علاقات الرباط بالبلدين بعد أزمتين دبلوماسيتين متفاوتتي الحدة.
فزاد العاهل المغربي: "نثمن الموقف الواضح والمسؤول لجارتنا إسبانيا التي تعرف جيدًا أصل هذا النزاع وحقيقته".
وفي مارس/ آذار الماضي، عاد الدفء إلى علاقات البلدين بعد إعلان إسبانيا دعمها مبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في إقليم الصحراء.
أما عربيًا، فأعرب الملك محمد السادس في خطابه، عن تقديره لملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية "بخاصة الأردن والبحرين والإمارات وجيبوتي وجزر القمر التي فتحت قنصليات بالعيون والداخلة".
وشكر باقي الدول العربية "التي أكدت باستمرار دعمها لمغربية الصحراء، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي ومصر واليمن".
أزمة إقليم الصحراء
وتقترح الرباط، التي تسيطر على نحو 80% من المنطقة المتنازع عليها، منحها حكمًا ذاتيًا تحت سيادته كحل وحيد للنزاع القائم منذ عقود، بينما تطالب جبهة "البوليساريو" المدعومة من الجارة الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم، إلى استفتاء لتقرير المصير.
في السياق، تحض الأمم المتحدة أطراف النزاع إلى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ 2019 "من دون شروط مسبقة وبحسن نية" للتوصل إلى "حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين".