أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، أمام المصلين المسلمين، وفَتَحه بالكامل أمام المستوطنين، تزامنًا مع اقتحاماتهم المسجد الأقصى في القدس.
وتأتي تلك الانتهاكات التي تجلت باعتداء قوات الاحتلال على أطقم صحافية بينها فريق عمل "العربي" بالأقصى، مواكبة لإجراءات إسرائيلية أمنية بمناسبة عيد رأس السنة العبرية الذي تحتفل به تل أبيب، اليوم الإثنين.
قوات الاحتلال تعتدي على فريق التلفزيون العربي في محاولة لمنعه من تغطية اقتحامات المستوطنين لـ #المسجد_الأقصى#فلسطين #القدس pic.twitter.com/BMiqZIWbVC
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 26, 2022
وقال مدير المسجد الإبراهيمي غسان الرجبي، لوكالة "الأناضول": إن الجيش منَع رفع الأذان في المسجد، ودخول المصلين المسلمين إليه من العاشرة مساء أمس الأحد، وحتى العاشرة مساء اليوم الإثنين.
وذكر الرجبي أن الإغلاق يترتب عليه أيضًا منْع وصول كافة موظفي المسجد، والقائمين عليه، وفرض إجراءات عسكرية في محيطه وقيود مشددة على حركة السكان الفلسطينيين في البلدة القديمة من الخليل.
وقال الرجبي: إنّ المستوطنين "يستبيحون المسجد بالكامل طوال فترة إغلاقه ويعزفون الموسيقى، ويصفقون ويشربون الخمر، ويقيمون حفلات صاخبة وماجنة في رحابه".
وندد المسؤول الفلسطيني بالإجراءات الإسرائيلية، وحذّر من "التصرفات الاستفزازية وانتهاك قدسية المسجد"، معتبرًا كل ذلك "إمعانًا في تهويده".
المسجد الإبراهيمي
وكان مراسل "العربي" في القدس، قد أفاد بأنّ تعزيزات واسعة لقوات الاحتلال شهدها محيط المسجد الأقصى قبل أيام، فمنع الفلسطينيين من دخوله، وتم إبعاد آخرين من داخله.
وتستغل منظمات "الهيكل" المزعوم فترة "الأعياد اليهودية" في التحريض على زيادة أعداد المقتحمين، وفرض واقع جديد فيه، من خلال "فرض الصلوات التلمودية والنفخ بالبوق، واقتحام المسجد بثياب كهنوتية بيضاء، ومحاكاة لطقوس القربان النباتية".
ومنذ 1994 يُقسّم المسجد الإبراهيمي إلى قسمين، أحدهما خاص بالمسلمين والآخر باليهود، إثر تنفيذ مستوطن مجزرة من خلال قتله 29 مسلمًا أثناء تأديتهم صلاة الفجر يوم 25 فبراير/ شباط من العام ذاته. وتسمح إسرائيل لليهود بدخول الجزء الخاص بالمسلمين كاملًا 10 أيام في السنة، وذلك خلال الأعياد اليهودية.
ويقع المسجد الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح النبي إبراهيم عليه السلام، في البلدة القديمة من الخليل الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، ويسكنها نحو 400 مستوطن، يحرسهم قرابة 1500 جندي.