يقترب العالم من القضاء على مرض "داء التنينات"، أو ما يُعرف بـ "الدودة الغينية"، الذي تتمّ مواجهته منذ عقود، في إنجاز طبي استثنائي سيحدث للمرة الأولى منذ القضاء على الجدري.
وتراجعت أعداد الإصابات بالمرض إلى مستوى قياسي مؤخرًا، ما عزّز الآمال في أن يصبح قريبًا ثاني مرض بشري يتمّ القضاء عليه في التاريخ
ونقلت صحيفة "غارديان" البريطانية عن مركز "كارتر" الأميركي قوله إنه تمّ تسجيل نحو 13 حالة فقط في جميع أنحاء العالم خلال عام 2022.
وفي حال تأكد العدد، فسيكون الأقل على الإطلاق الذي يُسجّل لعدد حالات الإصابة بالمرض.
والعدد الضئيل من الحالات، الذي انخفض عن 15 في العام السابق، هو نتيجة لأكثر من أربعة عقود من الجهود العالمية للقضاء على المرض الطفيلي، من خلال تعبئة المجتمعات وتحسين جودة مياه الشرب في النقاط الساخنة لانتقال العدوى.
وأوضحت الصحيفة أنه إذا أثبتت هذه الجهود نجاحها في النهاية، فلن يكون داء "الدودة الغينية" المرض الثاني في التاريخ الذي يتمّ استئصاله فقط، بعد الجدري، بل سيكون أول مرض يتم القضاء عليه بدون لقاح أو دواء.
ومن أجل الإعلان عن نهاية "الدودة الغينية"، يجب القضاء عليه لدى الحيوانات أيضًا. وفي هذا الإطار، ذكرت الصحيفة أن الأرقام تسير في الاتجاه الصحيح، حيث أفاد مركز "كارتر" بأن الإصابات في الحيوانات تراجعت بأكثر من الخمس العام الماضي.
ما هو "داء التنينات"، وكيف ينتقل؟
و"داء التنينات" هو مرض معدٍ تُسبّبه دودة "النيماتودا" (Dracunculus medinensis)، ويُعرف أيضًا باسم "مرض الدودة الغينية".
وغالبًا ما ينتقل المرض، حين يشرب الناس مياها راكدة ملوثة بالبراغيث الحاملة للطفيلي. وبعد مرور حوالي عام على دخول يرقات "الدودة الغينية" إلى الجسم، يُعاني الشخص المصاب من ألم شديد بسبب ظهور بثرة على الجلد، والظهور البطيء لديدان يصل حجمها إلى متر أو أكثر. ويمكن أن يصاب الشخص بالوهن لأسابيع أو أشهر.
ويصيب الداء الناس الذين يعيشون في مجتمعات ريفية محرومة ومعزولة ويعتمدون بشكل رئيسي على مصادر المياه المفتوحة الراكدة كالبرك للحصول على مياه الشرب.
وعام 1986، تمّ تسجيل حوالي 3.5 مليون إصابة بالمرض في 21 دولة في إفريقيا وآسيا. أما اليوم، فالحالات القليلة المسجّلة خلال العام الماضي، تقتصر على تشاد (ست حالات)، وجنوب السودان (خمس حالات)، وإثيوبيا (حالة واحدة)، وجمهورية إفريقيا الوسطى (حالة واحدة قيد التحقيق).