الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بعد الجدل الواسع.. أديداس تعلن حل خلاف "قمصان المنتخب" بين الجزائر والمغرب

بعد الجدل الواسع.. أديداس تعلن حل خلاف "قمصان المنتخب" بين الجزائر والمغرب

شارك القصة

"العربي" يرصد الأزمة التي اندلعت بسبب قمصان منتخب الجزائر (الصورة: مواقع التواصل)
طوت أديداس فصلاً جديدًا من الخلاف بين المغرب والجزائر لكن بنكهة رياضية هذه المرة بعد جدل واسع حول قمصان الإحماء التي يرتديها لاعبو منتخب مقاتلي الصحراء.

أنهت شركة "أديداس" للألبسة الرياضية، أمس الجمعة، الخلاف الذي نتج حول قمصان منتخب الجزائر، والذي أدى إلى احتجاج مغربي واسع، لتعلن عن أسفها للجدل الذي حملته الأيام الماضية بين الطرفين. 

وأعلنت عملاقة الصناعة الألمانية أمس، أنها توصلت مع وزارة الثقافة المغربية إلى "حلّ إيجابي" للنزاع بعد محادثات مشتركة، من دون أن يتم سحب القمصان التي يرتديها لاعبو المنتخب الجزائري في عمليات الإحماء قبل المباريات.

وطالبت الرباط أول الشهر الجاري، بسحب تلك القمصان، متهمة الشركة بعملية "الاستيلاء الثقافي" في التصاميم الجديدة الخاصة بمنتخب "مقاتلي الصحراء"، قالت شركة أديداس إنها مستوحاة من نقوش لقصر المشور في مدينة تلمسان الجزائرية، في بيان أصدرته يوم 23 سبتمبر/ أيلول المنصرم. 

التصاميم تسببت بضجة واسعة في المغرب، وأثارت جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الإجتماعي، بين ناشطين من البلدين الذين يشهدان توترًا في العلاقات السياسية، انعكس على القطاعات الأخرى كافة بما فيها المنافسات الرياضية. 

وفي 29 من الشهر المنصرم، وجهت وزارة الثقافة المغربية إنذارًا قانونيًا للشركة الألمانية، قالت فيه إن تصميم القميص مستوحى بشكل مباشر من الزليج المغربي، وهو فن فيسفساء تقليدي في البلاد. واعتبرت الوزارة أن ذلك يعد "استغلالًا اقتصاديًا للعناصر الثقافية الخاصة بالتراث المغربي"، و"إسناد مكون ثقافي مغربي إلى بلد آخر". 

وزارة الثقافة المغربية التي طالبت بسحب القمصان خلال 15 يومًا، اعتبرت كذلك في بيانها السابق أن ثمة "تدخلًا سياسيًا غير مبرر" في قضية تصاميم قمصان منتخب "الخضر". 

أديداس أصدرت بيانًا يوم أمس أوضحت خلاله أن "التصميم مستوحى بالفعل من نمط فسيفساء الزليج، ولم يكن مقصده أبدًا الإساءة إلى أي أحد". وأضافت: "نودّ أن نعرب عن احترامنا العميق للشعب والحرفيين في المغرب، ونأسف للجدل الدائر حيال هذه القضية".

"الدفاع عن التراث"

محامي وزارة الثقافة مراد العجوطي الذي رحب ببيان الشركة، قال إن القضية سلطت الضوء على "أهمية الدفاع عن تراثنا الثقافي ومهارة الأجداد للحرف المغربية". وكان العجوطي قد أستفاض في شرح سابق عن تسفير تلك التصاميم، وأشار إلى أن الزليج المغربي، هو فن ظهر خلال القرن العاشر الميلادي، أما النماذج في قصر المشور فهي مستوحاة منه". 

الوزارة التي كانت قد طالبت أديداس التوضيح أن النقوش مستوحاة من الزليج المغربي، كحل بديل عن سحب القمصان، كان لها ذلك في بيان أديداس. 

بالمقابل قالت صحيفة "الشروق" الجزائرية إن الشركة رفضت سحب القمصان، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية جزائرية أن اتحاد اللعبة غير راض عن أديداس وثمة مؤشرات لإنهاء التعاقد معها، الأمر الذي رفضت الشركة الألمانية الرد عليه بسبب عدم وجود أي اتجاه رسمي لذلك. 

"الوزيرة المتضامنة"

ووصلت القضية للبرلمان الجزائري، حيث أطلت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي بالوشاح الذي يزينه الزليج على قمصان المنتخب، خلال جلسة مناقشة البيان السياسي للحكومة في مجلس، كرد على الجدل القائم. 

وكان "العربي" قد طرح - في ضوء الجدل حول الزليج - استفتاءً عمّا إذا كانت القواسم الثقافية بين الجزائر والمغرب أقوى من الفروقات بين الشعبين والبلدين؟ فجاءت نتيجة الاستفتاء على الشكل التالي: 76% نعم، و24% لا.

الخلاف الرياضي ليس الأول بين البلدين، ففي أوائل الشهر الماضي، أصدرت لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد العربي لكرة القدم، جملة من العقوبات والإجراءات الصارمة بحق الاتحاد الجزائري والمنتخب المغربي، عقب أحداث الشغب التي شهدها نهائي مسابقة كأس العرب للمنتخبات تحت سن الـ 17.

وعقب صافرة النهاية للمباراة النهائية، التي استضافها استاد ولاية معسكر شمالي الجزائر وانتهت بفوز مقاتلي الصحراء، انطلقت أحداث مؤسفة تخللها عراك واشتباك بالأيدي بين لاعبي المنتخبين، كما اقتحمت بعض الجماهير الجزائرية أرضية الملعب، في ظل فوضى عارمة أفسدت فرحة ختام المسابقة العربي. 

ويندلع هذا الجدال في وقت تشهد فيه علاقات الجارين المغاربيين توترًا حادًا بسبب الخلاف حول قضية الصحراء. وقطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب منذ صيف العام الماضي، متهمة إياه "بأعمال عدائية" ضدها، فيما أعرب الأخير عن أسفه للقرار ورفض "مبرراته الزائفة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close