نفذت القوات التركية سلسلة غارات جوية تبعها قصف مدفعي على مواقع قوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب، بالتزامن مع إرسال تعزيزات عسكرية جديدة إلى الحدود مع سوريا.
واستهدفت الغارات مطار منغ العسكري، وقرى شوارغة والمالكية ومراش الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية بريف حلب الشمالي.
كما نفذت القوات التركية المتمركزة في القواعد المحيطة بمدينة جرابلس قصفًا مدفعيًا مكثفًا باتجاه "مواقع قسد".
إضافة إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأحد، مواصلتها قصف "مواقع الإرهابيين" شمالي سوريا والعراق، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول.
ونشرت الوزارة عبر حسابها على تويتر مشاهد القصف المدفعي. ونقلت الوكالة أن وزارة الدفاع التركية "أكدت استهداف أوكار الإرهابيين وهدمها على رؤوسهم"، حسب وصفها.
Irak’ın ve Suriye’nin kuzeyindeki terör hedefleri ateş destek vasıtaları ile güçlü şekilde vuruluyor. Teröristlerden şehitlerimizin, masum evlatlarımızın hesabını sormaya devam ediyoruz! Teröristler kazdıkları hendeklere hayalleriyle birlikte gömülmeye mahkûmdur!#MSB pic.twitter.com/CqiwvJCVv0
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) November 27, 2022
"المخلب السيف"
وتمضي أنقرة قدمًا في عمليتها العسكرية التي أطلقتها ضد القوات الكردية في شمال سوريا، تحت مسمى "المخلب السيف" ردًا على التفجير الذي استهدف مدينة اسطنبول في 13 من الشهر الجاري، بحسب المسؤولين الأتراك.
وكانت العملية الجوية التركية بدأت من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني مستهدفة مواقع لقوات "قسد" وأخرى مشتركة مع جيش النظام السوري في مدن حلب والرقة والحسكة.
بدوره، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن هدف العملية يتمثل في إقامة حزام أمني من الغرب إلى الشرق محددًا بالذات تل رفعت ومنبج وعين العرب، هدفًا لاستكمال منطقته الأمنية بمساحة عرضها 30 كيلومترا مربعًا.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أعلن تمكن جيش بلاده من تدمير ما يزيد عن 470 هدفًا، وقتل وإصابة ما لا يقل عن 250 عنصرًا من القوات الكردية التي تصفها أنقرة بالإرهابية.
#تركيا تمضي في عمليتها العسكرية ضد القوات الكردية شمال شرق #سوريا pic.twitter.com/U9c2KY7Ck1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 27, 2022
وفي سياق متصل، أعلنت "قسد" وقف عملياتها ضد تنظيم "الدولة" بسبب ما قالت إنها العمليات العسكرية التركية شمالي سوريا.
وجاء موقف القوات الكردية بعد ساعات من قصف استهدف قاعدة عسكرية أميركية شمالي شرق سوريا، من دون أن تتضح الجهة التي تقف وراءه.
وعلى صعيد متصل، جددت واشنطن رفضها للعملية العسكرية التركية، وسط تأكيدات من أنقرة باستمرارها حتى تحقيق أهدافها.
"قسد" تستخدم ورقة تنظيم "الدولة"
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" إبراهيم تريسي، من ريف إدلب، بأن ردود فعل قوات سوريا الديمقراطية على العملية التركية "المخلب السيف"، جاءت برد فعل مباشر من خلال الهجوم على مواقع للجيش الوطني السوري المدعوم من قبل تركيا، حيث وقعت اشتباكات بين "قسد" وقوات الجيش الوطني بالقرب من مدينة أعزاز، كما وقع اشتباك آخر عنيف في ريف حلب الشمالي.
وأشار إلى أن الضغط الذي حصل من قبل قوات سوريا الديمقراطية لم يكن كافيًا، لذلك استخدمت ورقة إيقاف القتال ضد تنظيم "الدولة".
ولفت مراسلنا إلى أن هناك أكثر من 10 آلاف سجين لتنظيم الدولة في سجون قوات سوريا الديمقراطية، مشيرًا إلى أن ورقة التنظيم تعد ورقة ضغط كبيرة تستخدمها قسد.
وأوضح أن الضربات التركية الجوية استهدفت العديد من مواقع سوريا الديمقراطية، مشيرًا إلى أنه لا توجد إحصائيات رسمية عن أعداد القتلى والجرحى والخسائر في صفوف قسد، لكن الضربات التركية مستمرة.
وخلص إلى أنه حتى اللحظة لم يحصل أي توغل بري من قبل القوات التركية على محاور القتال، مشيرًا إلى أن القوات التركية وقوات المعارضة السورية يبدو أنهما في حالة جاهزية لعمل بري.