توعّد رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان مساء الخميس، بمحاسبة من وصفهم بـ"المتخاذلين" في مسألة انسحاب الجيش السوداني من مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد.
وفي 18 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، أعلنت "قوات الدعم السريع" سيطرتها على مدينة ود مدني، بعد معارك مع قوة من الجيش استمرت نحو 4 أيام.
وفي اليوم التالي، أعلن الجيش انسحابه من المدينة، وأنّه "يُجري تحقيقًا في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها".
"لن تحكموا السودان إلا عبر الانتخابات"
وأكد البرهان أمام ضباط الجيش بمنطقة البحر الأحمر في بورتسودان شرق السودان، أنّ "القوات المسلحة ستظل متماسكة وقوية، وصمام أمان السودان"، مشدّدًا على "حرص القوات النظامية المختلفة على القضاء على ميليشيا الدعم السريع".
وأضاف أنّه "ستتمّ محاسبة كل متخاذل ومتهاون، ولا مجاملة في ذلك"، مشيرًا إلى أنّ "كل من تعاون مع الميليشيا المتمرّدة (في إشارة للدعم السريع) سيدفع ثمن تعاونه".
وقال: "بعزيمة وإصرار القوات المسلحة والشعب السوداني، سنُقاتل لدحر وهزيمة الميليشيا المتمردة وأعوانها من القوى السياسية التي تسعى إلى حكم البلاد عبر أشلاء الشعب السوداني".
وأكد: "لن تحكموا السودان إلا عبر الانتخابات".
وأوضح أنّ "الجيش سيقاتل لآخر جندي حتى ينعم أهل السودان بالأمن والاستقرار، ولن تسقط القوات المسلحة".
العملية التفاوضية
وحول عملية التفاوض، قال البرهان: "لن نوقّع اتفاق سلام فيه ذل للقوات المسلحة والشعب السوداني، ولا بد من وقف إطلاق النار، وخروج المتمردين من المرافق العامة والمستشفيات ومنازل المواطنين".
واليوم الخميس، حذّرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين من نزوح مئات الآلاف نتيجة القتال في مدينة ود مدني.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش بقيادة البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربًا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد عن 6 ملايين نازح ولاجئ.
واتسعت رقعة القتال في السودان، حيث انضمت ولاية الجزيرة إلى 9 ولايات من أصل 18 ولاية، تشهد اشتباكات مستمرة منذ منتصف أبريل.