في ظل تشديد أمني إسرائيلي، وصلت الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص فجر الأحد إلى منزلها في بلدة جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، بعد الإفراج عنها.
وقبل الإفراج عنها، اشترطت شرطة الاحتلال، ليل السبت/الأحد، إخلاء منزل الأسيرة جعابيص من الصحافيين قبيل الإفراج عنها ضمن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وكان فريق "العربي" قد تعرض للاعتداء من قبل قوات الاحتلال في أثناء انتظاره لوصول الأسيرة الجريحة إسراء جعابيص أمام منزلها.
من هي الأسيرة إسراء الجعابيص؟
وقضت جعابيص 8 سنوات داخل السجون الإسرائيلية، من أصل 11 سنة قضت المحكمة الإسرائيلية بسجنها، وهي مصابة بحروق بأنحاء جسدها، جراء إطلاق قوات إسرائيلية النار عليها في عام 2015.
الأسيرة إسراء جعابيص (36 عامًا) من مواليد جبل المكبر في مدينة القدس، اعتقلها الاحتلال عقب اندلاع حريق في مركبتها في 11 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015، نتيجة لانفجار بالون الهواء في المقود، بالقرب من حاجز الزعيّم شرق القدس المحتلة.
وفي ذلك اليوم، احترق 60% من جسدها، ووجدت إسراء جعابيص نفسها أسيرة، تحاكم في محاكم الاحتلال، ومتهمة بـ"محاولة ارتكاب عملية دهس".
ودرست إسراء جعابيص في الكلية الأهلية في بلدة بيت حنينا شمالي القدس في تخصُّص التربية الخاصة، وكانت تعمل مع المسنِّين والأطفال، وكانت تحب المشاركة في الفعاليات الترفيهية في المدارس والمؤسسات، ولديها ابن واحد هو معتصم.
وأصدرت إسراء جعابيص كتابًا من داخل سجنها، بعنوان "موجوعة"، وأهدته إلى ابنها.
"كيف أكون أنا من جديد؟"
وفي حديث عبر "العربي"، عبرت جعابيص عن فرحتها بإطلاق سراحها من السجون الإسرائيلية، لكنها أشارت إلى أن الاحتلال يتبع السياسة القمع في كل شيء، حتى إنه يقمع الفرحة، ولم يبق شيء لم يقمعه.
وأضافت أنها كانت تنتظر الإفراج عنها، وكانت تحلم بهذه اللحظة كل يوم، وتتخيل عائلتها وتعيش معهم في كثير من الأمور.
ولفتت إلى أن الاحتلال أخد التلفزيون والراديو من الأسرى في اليوم الأول من اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقالت الأسيرة الفلسطينية المحررة: إنها وثقت كل ما حدث معها في كتابها الثاني بعنوان "كيف أكون أنا من جديد"، وتمنت من الجميع انتظار هذا الإصدار، موضحة أنه يحتوي على أمور كثيرة لم تطرح في الإصدار الأول.
"الإهمال الطبي"
وكانت إسراء قد تعرضت إلى إهمال طبي ممنهج من قبل إسرائيل، بل واتهمت الاحتلال بأنه كان يحاول إعدامها والتنكيل بها داخل السجون وحرمانها من العلاج.
وفي هذا الإطار، قالت جعابيص لـ"العربي" إن وجعها مما تعاني منه هو مرئي، مشيرة إلى أن الإهمال الطبي متبع بصفته سياسة لمعاقبة الأسير وتعذيبه لتحصيل المعلومات من الأسرى، وتفريغ محتواهم بشتى الطرق.
ولفتت إلى أن هذه السياسة وثقتها في كتابها الأول بعنوان "موجوعة".
وكانت إسرائيل أفرجت ليل السبت/الأحد، عن 39 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 6 سيدات و33 طفلًا، وذلك ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل المبرمة بين إسرائيل وحركة حماس.
والسيدات الستة المفرج عنهم هن: ميسون موسى الجبالي من بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، وإسراء جعابيص، وعائشة الأفغاني، وشروق دويات، ونورهان عواد، وفدوى حمادة، وجميعهن من القدس.
والجمعة، دخلت الهدنة المؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ، وتستمر 4 أيام قابلة للتمديد.
ويتضمن اتفاق الهدنة المؤقتة إطلاق 50 محتجزًا إسرائيليًا من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.