شهد اليوم الثاني من الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بعض العثرات خصوصًا لناحية بند تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، قبل أن تبدأ عملية التبادل قرابة منتصف ليل السبت.
وأكد مراسل "العربي" أن الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم وصلوا إلى الجانب المصري في آليات الصليب الأحمر، وذلك عبر معبر رفح، قبل أن يعلن جيش الاحتلال وصولهم إلى إسرائيل.
وبعد ترقّب انطلاق المرحلة الثانية من تبادل الأسرى عصر السبت، أعلنت حركة حماس تعليق العملية بسبب إجراءات الاحتلال، قبل تدخّل الوساطات القطرية والمصرية لتذليل العقبات.
وصباح أمس الجمعة، دخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ عند الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي، على أن تستمر لـ4 أيام قابلة للتمديد.
حماس تسلّم الاحتلال 13 أسيرًا
وأعلنت حركة حماس مساء السبت أن جناحها المسلح سلّم 13 أسيرًا إسرائيليًا و4 أجانب إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأضافت في بيان: "في إطار التهدئة الإنسانية، سلّمت كتائب القسام للصليب الأحمر 13 محتجزًا إسرائيليًا و4 من حملة الجنسيات الأجنبية".
في المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية بأن "الصليب الأحمر أكد للإسعاف الإسرائيلي تسلمه 17 محتجزًا منهم 13 إسرائيليًا و4 أجانب".
وكانت المفاوضات قد تعثّرت بسبب تنصل الاحتلال من بعض البنود، إلا أن مراسل "العربي" أكد أنه "سيسمح بإدخال 100 شاحنة مساعدات إضافية إلى شمال قطاع غزة الليلة"، بعد تدخل الوساطات القطرية والمصرية.
تذليل العقبات
وكانت قطر قد أعلنت السبت أنه سيتم "الليلة" الإفراج عن 13 أسيرًا إسرائيليًا مقابل 39 معتقلًا فلسطينيًا في عملية تبادل ثانية تم الاتفاق عليها في إطار هدنة مؤقتة في غزة، كما ستفرج حركة حماس عن 7 أجانب من خارج إطار الاتفاق.
وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم الخارجية القطرية التي تتولى الوساطة، إنه "بعد تأخر في تنفيذ الإفراج عن الأسرى من الجانبين، تم تذليل العقبات عبر الاتصالات القطرية المصرية مع الجانبين، وسيتم الإفراج الليلة عن 39 من المدنيين الفلسطينيين في مقابل خروج 13 من المحتجزين الإسرائيليين من غزة بالإضافة إلى 7 من الأجانب خارج إطار الاتفاق".
وكان القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان، السبت، قد قال إن "التجاوزات الإسرائيلية" بحق اتفاق الهدنة الإنسانية "تعرضه للخطر وأبلغنا الوسطاء بذلك كي يتحملوا مسؤولياتهم".
وأضاف في مؤتمر صحفي من لبنان، أن إسرائيل "لم تلتزم بتنفيذ كامل بنود اتفاق الهدنة سواء على صعيد الخروقات الأمنية أو عدد شاحنات الإغاثة المفترض وصولها لشمال القطاع أو التلاعب بمعايير الإفراج عن الأسرى".
وجدد حمدان رفض الحركة "القاطع لكل المواقف التي تدعو لمشاركة قوات أجنبية تحت أي مسمى في إدارة قطاع غزة".
"تقدم ملحوظ باتفاق الأسرى"
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، الالتزام باتفاق تبادل الأسرى مع حركة "حماس"، والتصميم على تنفيذه مع الوسيطين قطر ومصر.
وقال متحدث الجيش دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي، إن "مصر وقطر مصممتان أيضًا على تنفيذ الاتفاق حرفيًا".
وأكد أن "تقدمًا ملحوظًا" حصل فيما يتعلق بملف تحرير الأسرى الإسرائيليين، دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
وأوضح أن "الطريق طويل من أجل تتويج جهود إعادة الأسرى ونعمل على استعادتهم بكل الوسائل".
وأضاف هاغاري: "في حال لم يتم تطبيق اتفاق تبادل الأسرى، فلن نبلغ حركة حماس عن خطوتنا التالية حيال ذلك".
ولفت إلى أن الجيش "يجري تحقيقات مع الأسرى الذين تم الإفراج عنهم أمس"، مشيرًا إلى أنه لن يكشف عما توصلوا إليه حاليًا.
حرب على الأطفال في غزة
إنسانيًا، شدّد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" جيمس إلدر على أن "الحرب في قطاع غزة هي حرب على الأطفال"، في وقت أفاد فيه أطباء وجرحى، بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل مرضى وسرق جثثًا من مستشفى الشفاء أثناء محاصرته قبل أيام.
وقال إلدر في مقطع مصور من إحدى مشافي جنوبي قطاع غزة، نشرته المنظمة على حسابها عبر منصة "إكس": "في أي مكان تتجه إليه في هذا المستشفى ترى الأطفال، وجراح الحرب على أجسادهم".
ومنذ السابع من الشهر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا مدمرًا على غزة، خلف 14 ألفًا و854 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم 6 آلاف و150 طفلًا، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، فيما تجاوز عدد المصابين 36 ألفًأ.
سرقة جثث من المستشفيات
في غضون ذلك، أفاد أطباء وجرحى في مستشفى الشفاء بأن الجيش الإسرائيلي أثناء محاصرته لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، "اعتدى على الطواقم الطبية واعتقل مرضى وسرق جثثا".
وقال الطبيب معتز حرارة، والذي يعمل في مستشفى الشفاء بمدينة غزة: "خلال محاصرة الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء اقتحموا المباني واعتدوا على الطواقم الطبية، وقاموا بتوقيف مرضى (اصطحبوهم لمكان مجهول) وسرقة جثث فلسطينيين".
وأضاف: "قام الجيش بتدمير أجهزة طبية وقطع الكهرباء عن المستشفى".
وتابع: "بعد انسحاب الجيش، قاموا بتفجير مولدات الكهرباء في المستشفى وتدمير أجهزة طبية، بالإضافة إلى مضخات الأكسجين".
وأمس الجمعة، انسحب الجيش الإسرائيلي من مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة بعد نحو 10 أيام على اقتحامه وتدمير أجزاء فيه، وفق شهود عيان ومصادر محلية.
وفي 14 من الشهر الجاري، اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء بعد حصاره لعدة أيام جرت خلالها اشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين في محيطه.
"الجوع يجتاح غزة"
في السياق عينه، قال برنامج الأغذية العالمي، اليوم السبت، إن فرقه توصل المساعدات الغذائية يوميًا إلى أكثر من 700 ألف شخص في غزة لكنها "ليست كافية".
وأضاف البرنامج، على حسابه عبر منصة "إكس": "مع انهيار النظم الغذائية في غزة، أصبحت المساعدات الإنسانية هي شريان الحياة الوحيد".
وأكد "ضرورة توسيع نطاق المساعدات الإنسانية واستدامتها في غزة". وجاء في التدوينة منشور كتب عليه: "الجوع يجتاح غزة".
واختتم البرنامج بالقول: إن "فرقنا توصل المساعدات الغذائية يوميا إلى أكثر من 700 ألف شخص في غزة لكنها ليست كافية".