تستمر الاستنكارات العربية والفلسطينية لتصريحات وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش حول "إنكار وجود شعب فلسطيني".
وكان رئيس حزب الصهيونية الدينية سموتريتش قد قال: "لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، فهو اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
وادعى سموتريتش، أنه "لا يوجد شيء اسمه الفلسطينيون، لأنه لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني". وأضاف: "على المرء أن يقول الحقيقة من دون الانصياع لأكاذيب وتحريفات التاريخ، ومن دون الخضوع لنفاق حركة المقاطعة والمنظمات الموالية للفلسطينيين".
بعد تحريضه على "محو" بلدة #حوارة الفلسطينية.. وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش يقول إن "الشعب الفلسطيني اختراع لم يتجاوز عمره 100 سنة"، ووزارة الخارجية الفلسطينية تصف التصريحات بـ"العنصرية والتحريضية"#فلسطين @AnaAlarabytv pic.twitter.com/pzqQAmJHoA
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 20, 2023
"تحريض أرعن"
وأكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، اليوم الإثنين، أن استخدام وزير المالية الإسرائيلي، خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية المحتلة، يمثل "تصرفاً تحريضياً أرعن، وخرقاً للأعراف الدولية ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية".
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، إن الوزارة تدين أيضًا "التصريحات العنصرية التحريضية المتطرفة التي أطلقها الوزير الإسرائيلي المتطرف إزاء الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في الوجود، وحقوقه التاريخية في دولته المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني".
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بإدانة تصرفات وتصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرفة التحريضية، والتي تمثل أيضًا خرقًا للقيم والمبادئ الإنسانية.
وقال المجالي: إن الوزارة تؤكد ضرورة قيام الحكومة الإسرائيلية باتخاذ موقف صريح وواضح إزاء هذه التصرفات المتطرفة، والتصريحات التحريضية الحاقدة المرفوضة من وزير عامل في الحكومة الإسرائيلية.
وشددت على أن "تصرفات وتصريحات هذا الشخص المتطرف الحاقد لا تنال من الأردن ولا تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، بل تظهر للعالم مدى الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وخطورة الفكر العنصري المتطرف الذي يحمله الوزير الإسرائيلي".
استنكار فلسطيني
من جهتها، قالت الرئاسة الفلسطينية، إن التصريحات العنصرية لوزير المالية الإسرائيلي المتطرف هي محاولة لتزييف التاريخ وتزويره، وتكشف عنصرية الحكومة الإسرائيلية التي تحاول إنكار وجود الشعب الفلسطيني الموجود على هذه الأرض منذ الأزل.
وأضافت، أن المحاولات الإسرائيلية لاختراع روايات كاذبة تنكر وجود شعبنا يفندها التاريخ الذي يؤكد بأن الشعب الفلسطيني صاحب هذه الأرض التي تمتد جذوره فيها إلى أعماق التاريخ، ولا يحتاج أصلًا لأمثال سموتريتش للتعريف بتاريخه الممتد منذ فجر التاريخ.
وأشارت الرئاسة إلى أن الرواية الفلسطينية الأصيلة تفند بقوة مثل هذه المحاولات المتطرفة التي تحاول سرقة التاريخ وتزييفه لصالح الخرافات والأكاذيب، متسائلة "من أين جاء سموتريتش، الذي يؤمن بالعنصرية والكذب كطريق لتكريس الاحتلال الذي سينتهي عاجلًا أم آجلًا مهما طال الزمن".
وسموتريتش مستوطن، ويدعم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ويدعو لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية لإسرائيل.
"تصريحات إسرائيلية سابقة"
وكانت الوزيرة في حكومة الاحتلال أوريت ستروك، أدلت بتصريحات تحريضية مماثلة، حول الفلسطينيين، ومحالهم التجارية ومصالحهم الاقتصادية.
وفي مطلع شهر مارس/ آذار الجاري، قال سموتريتش إن بلدة حوارة في نابلس "يجب أن تمحى"، مضيفًا: "أعتقد أن على إسرائيل أن تفعل ذلك وليس أشخاصًا عاديين"، ما أثار ردود أفعال عربية ودولية منددة.
وجاء تحريض المتطرف سموتريتش على حوارة، بعد يومين من شن مئات المستوطنين هجومًا إرهابيًا عليها وعلى البلدات والقرى المجاورة لها، ما أسفر عن استشهاد مواطن وإحراق عشرات المنازل والمركبات الفلسطينية وتدميرها.
وتأتي هذه التطورات في وقت تصاعدت فيه التوترات بشكل حاد في أنحاء الضفة الغربية المحتلة في الأشهر الأخيرة وسط مداهمات عسكرية إسرائيلية متكررة تستهدف البلدات الفلسطينية، فيما استشهد نحو 90 فلسطينيًا بنيران إسرائيلية منذ بداية العام الحالي بحسب معطيات فلسطينية.