أكّد كبير مستشاري إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون أمن الطاقة آموس هوكستين أمس الخميس، أنّ العمل حان لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.
وأعرب هوكستين، الذي أنهى زيارة رسمية إلى لبنان استمرت يومين، عن اعتقاده بأن الوقت حان لمراجعة الإطار الذي وقع نتيجة الترسيم البحري والعمل على الترسيم البري، ولا سيما بعد بدء أعمال حفر واستخراج النفط.
وكان وزير الطاقة اللبناني وليد فياض أعلن في 24 أغسطس/ آب الماضي بدء أعمال الحفر بالرقعة النفطية 9 جنوبي البلاد، بحيث تظهر نتائج الحفر والاستكشاف بعد 67 يومًا.
"التنقيب بداية للاستثمارات"
وقال هوكستين في مؤتمر صحافي عقده في مطار بيروت الدولي قبيل مغادرته لبنان: "إنني دائمًا إيجابي فيما يخص لبنان وملفاته الداخلية، والتنقيب هو بداية لاستثمارات ولفرص عمل للشباب اللبناني وتفعيل العجلة الاقتصادية".
وأضاف: "أنا متحمس لإحلال السلام وإعادة بناء هذا البلد، وآسف على كل فرصة ذهبت سدى".
واعتبر أن "وصول باخرة التنقيب في 24 أغسطس هو مؤشر على أن كل قرار براغماتي تأخذه الحكومة له نتيجة جيدة على لبنان"، ويقود "إلى استثمارات أكثر".
وبوساطة أمريكية دامت عامين، نجح لبنان وإسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بالتوصل إلى اتفاق لترسيم حدودهما البحرية، حددت بموجبه المناطق الاقتصادية الخاصة بالجانبين في البحر المتوسط.
تمديد مهمة اليونيفيل في #لبنان عاما واحدا.. ما أسباب الجدل الذي رافق الخطوة؟#للخبر_بقية pic.twitter.com/KHaHLrH7bd
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 31, 2023
تمديد مهمة اليونيفيل
وجاءت تصريحات الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، فيما مدّد مجلس الأمن الدولي لمدة عام تفويض قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل" بعد مناقشات تمحورت خصوصًا على حرية تنقل الجنود الدوليين.
ويمدد القرار الذي اعتمد بغالبية 13 صوتًا مع امتناع روسيا والصين، "تفويض اليونيفيل حتى 31 أغسطس 2024" مستعيدًا في جزء كبير منه صياغة اعتمدت قبل عام حول حرية تنقل عديد هذه القوة البالغ نحو عشرة آلاف جندي، واعترضت عليها الحكومة اللبنانية وحزب الله القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد.
وأكد القرار أن "اليونيفيل لا تحتاج إلى تصريح أو إذن مسبق للقيام بمهام تفويضها" و"يُسمح لها بتأدية عملياتها بشكل مستقل"، لكنّه شدّد على ضرورة "التنسيق مع حكومة لبنان".
"مسار الترسيم طويل جدًا"
وتعليقًا على تلميح الوسيط الأميركي بشأن إمكانية ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، يذكّر الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا بأنّ هوكستين أراد أن يكون هناك تزامن بين مسألتي ترسيم الحدود البرية والبحرية، مشيرًا إلى وجود نحو 13 نقطة خلافية بين لبنان وإسرائيل.
ويوضح في حديث إلى "العربي" من بيروت أن نحو 6 نقاط من المسائل الخلافية حول ترسيم الحدود متفق عليها بين الجانبين، لكنه يعتبر أن مسار ترسيم الحدود "طويل جدًا".
ويرى أن قبول حزب الله بمسألة الترسيم النهائي والشامل "قد يأخذ الحزب إلى موقع قانوني ودولي"، بمعنى أنّ أيّ توتر على الحدود اللبنانية الجنوبية سيؤدي إلى خرق القانون الدولي، بحسب الخبير العسكري.
ويخلص إلى أن مسألة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل تحتاج إلى الكثير من الإحداثيات والنقاشات، سواء في تل أبيب أو بيروت للوصول إلى حل نهائي، لكنه يؤكد أن حل هذا الملف يرتبط بالوضع الإقليمي.