شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الجمعة، عدة غارات جوية استهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية وسط قطاع غزة المحاصر، وفق ما أفاد مراسل "العربي".
وأضاف المراسل أنّ الغارات الإسرائيلية أسفرت عن خسائر مادية ولم يُبلغ عن إصابات بشرية. وعقب عملية القصف، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنّ الغارات استهدفت موقعًا لحركة حماس يستخدم لتطوير وصناعة القذائف الصاروخية.
وأشار جيش الاحتلال إلى أنّ القصف يأتي ردًا على قيام القطاع بإطلاق قذائف صاروخية نحو مستوطنات الغلاف.
من جهته، قال مصدر أمني في غزة لوكالة "فرانس برس"، إنّ "طائرات الاحتلال قصفت فجر اليوم بخمسة عشر صاروخًا موقعين للمقاومة وأرضًا خالية في وسط قطاع غزة، ما أسفر عن أضرار مادية جسيمة وانقطاع التيار الكهربائي عن مخيم المغازي" وسط القطاع.
سلسلة غارات إسرائيلية
وفي التفاصيل، تحدث مراسل "العربي" عبد الله مقداد بأنّ جيش الاحتلال شن سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على قطاع غزة، حيث استهدفت الغارات موقعين للمقاومة، فيما استهدفت غارات أخرى أراضيَ زراعية في المناطق الشرقية للقطاع.
وأشار المراسل إلى أنّ الغارات الجوية الإسرائيلية لم تسفر عن إصابات بشرية، وفقًا لمصادر طبية. لكنه أوضح أنّ تلك الغارات أسفرت عن أضرار مادية كبيرة لا سيما في منازل المواطنين القريبة من مكان الغارات.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن استهداف مستوطنات غلاف غزة بنحو تسعة صواريخ انطلقت من القطاع. وأفاد مراسل "العربي" بأن القطاع يشهد توترًا كبيرًا في أعقاب ما شهدته مدينة جنين من عمليات اغتيال وملاحقة للمقاومين الفلسطينيين.
كما أوضح أن فصائل المقاومة الفلسطينية قد استخدمت "مضادات أرضية" لمواجهة الطائرات الإسرائيلية التي قصفت عدة أهداف في القطاع.
ويخضع القطاع الفقير الذي يسكنه أكثر من مليوني شخص لحصار إسرائيلي مشدد برًا وبحرًا وجوًا منذ نحو خمسة عشر عامًا. وشهد منذ ثلاثة أشهر جولة تصعيدية إسرائيلية أسفرت عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى.
شهيدان في الضفة
أمّا على صعيد التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، فقد استشهد فلسطينيان في اشتباكات أعقبت تسلل قوة خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مخيم جنين.
وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن استشهاد أحد قادتها في كتيبة جنين، وهو فاروق سلامة خلال العملية الإسرائيلية، مؤكدة توجيه ضربات مباشرة للقوة الإسرائيلية التي توغلت في مخيم جنين من محاور عدة.
أثناء تجهيزه لحفل زفافه.. قوات الاحتلال تغتال مسؤول التشكيلات العسكرية في كتيبة جنين #فاروق_سلامة#فلسطين تقرير: عميد شحادة pic.twitter.com/sJmIExklT6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 4, 2022
وفي القدس المحتلة، استشهد الشاب المقدسي عامر حسام بدر بعد تنفيذه عملية طعن في البلدة القديمة من القدس.
وفي بلدة بيت دقو شمال غربي المدينة، شيع الفلسطينيون جثمان الشهيد داود ريان الذي استشهد فجر أمس الخميس في مواجهات مع قوات الاحتلال.
"الشعب الفلسطيني لن يخضع للاحتلال"
واعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس أن الاحتلال عبر جرائمه وإمعانه في التعذيب يريد زرع الخوف وقتل الأمل لدى الشعب الفلسطيني وتهجيره مثلما حصل عام 1948.
وأكد في حديث إلى "العربي"، من مدينة جنين، أنّ الاحتلال يريد مزيدًا من القتل والترهيب والتعذيب بحق الفلسطينيين، لكنه شدد على أن "الشعب الفلسطيني لن يخضع أو يكسر أمام هذا الاحتلال وسيظل يقاوم".
ونوه بأنّ الاحتلال عبر عملية الاغتيال بحق المقاومين يريد "قتل روح المقاومة في جنين"، مؤكدًا أن هذه المقاومة "ستظل تدافع عن الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أنه "كلما زاد عنف وجرائم الاحتلال إلا وازداد الشعب الفلسطيني تماسكًا وقوة في مواجهة هذا الاحتلال".
"صراع بقاء" مع الاحتلال
من جانبه، رأى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن هناك دوافع عدة للإرهاب والإجرام الإسرائيلي الذي يمارس بحق الشعب الفلسطيني.
وأوضح في حديث إلى "العربي"، من رام الله، أن أولى هذه الدوافع هي "محاولة كسر المقاومة الفلسطينية، التي لن تنجح"، لكنه اعتبر أنّ ما هو أهم من ذلك هو أن الشعب الفلسطيني يواجه نظامًا إسرائيليًا قائمًا على التمييز العنصري.
وأشار إلى أنّ نظام التمييز العنصري الإسرائيلي لا يعتبر أن من حق الفلسطينيين العيش على هذه الأرض وبأنها لليهود فقط. ووفق البرغوثي، فإن هذا النظام وصل إلى أبعد حد عبر وصول "الفاشيين" إلى الحكم في إسرائيل.
وأكّد أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو "صراع بقاء"، معتبرًا أن "المنظومة الصهيونية تثبت كل يوم أنها لا تفهم سوى لغة القوة، وبالتالي الذي يحدث الآن أن الشعب الفلسطيني في مرحلة جديدة من الكفاح الفلسطيني".
وخلص إلى أنّ المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أصبحت في "مرحلة حاسمة جدًا" باعتبار أن ما يدور على الأرض هو "صراع على البقاء".