أدلى جاريد كوشنر، رجل الأعمال والمستثمر الأميركي، بتصريحات عن الحرب الإسرائيلية على غزة، أبدى فيها رؤيته لكيفية تنظيم الأوضاع في فلسطين، فيما لو كان هو مكان إسرائيل.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية، حوارًا بين كوشنر ورئيس هيئة التدريس في مبادرة الشرق الأوسط بجامعة هارفارد، البروفيسور طارق مسعود، وذلك خلال لقاء في الجامعة الشهر الجاري.
استثمار واجهة غزة البحرية
وعبّر كوشنر عن حلمه بثروات غزة البحرية، لافتًا إلى أن عقارات القطاع ذات الواجهة البحرية قد تكون ذات قيمة عالية دون أن يحدد بالضبط من سيستفيد من مثل هذا المشروع.
وتبعًا لتلك الرؤية، اقترح كوشنر نقل الفلسطينيين المتبقين من الواجهة البحرية "الثمينة" إلى صحراء النقب، إذ دعا صراحة لإجلاء النازحين الفلسطينيين في غزة إلى صحراء النقب جنوبي إسرائيل، أو إلى مصر، حتى ينهي الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في رفح.
وقال: "كنت لأفكر في النقب وأحاول نقل الناس إلى هناك. أعتقد أن هذا خيار أفضل. الوضع مؤسف هناك، لكن لو كنت مكان إسرائيل سأبذل قصارى جهدي لنقل الناس وإنهاء الأمور".
وأثارت تصريحات صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، والذي عمل كمستشار للسياسة الخارجية في عهده، زوبعة من الجدل.
إذ اعتبر البعض أنها تحمل لمحة عن طبيعة السياسة التي قد تنتهج تجاه الشرق الأوسط في حالة عودة ترمب مرة أخرى إلى البيت الأبيض.
وعند سؤاله عن المخاوف في المنطقة من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لن يسمح للفلسطينيين الذين يفرون من غزة بالعودة إليها"، رد قائلًا: "هناك أيضًا مخاوف حقيقية من جانب العرب وأنا متأكد من أنك تتحدث إلى الكثير منهم يعتقدون أنه بمجرد مغادرة سكان غزة فإن نتنياهو لن يسمح لهم بالعودة أبدًا ربما.. ولكنني لا اعتقد أنه قد تبقى الكثير من غزة في هذه المرحلة".
كما قال: "إقامة دولة فلسطينية "ستكون مكافأة لعمل إرهابي ارتكب في إسرائيل"، وفق وصفه.
"تسويق للسرقة"
ويتماشى ما صرح به كوشنر مع ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو سابقًا، في أكثر من مناسبة، حين أكد أنه يرفض إقامة دولة فلسطينية لاعتباره ذلك "مكافأة كبيرة للإرهاب"، حسب قوله.
وعقب تصريحاته تلك، تلقى كوشنر ردود فعل سريعة وحادة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال وحيد طوالبة الكاتب والسياسي الأردني: "أهل غزة يراد تهجيرهم تحت القوة العسكرية والإبادة والتجويع ولن يغادروا غزة.. كوشنر يسوق علينا الكذب وهو يعرف أن خروج أي غزاوي من غزة لن يعود إليها ولهذا هم صامدون".
بدوره، رأى المدون مايكل جراي، أن "المجرمين فقط هم من يناقشون ويحتفلون علنًا بجرائم القتل الجماعي والسرقة". وأضاف: "هل هناك أسوأ من هذا؟".
أما المدونة دلع المفتي، فتقول: "هذا المخطط الإجرامي الحقيقي.. على لسان جاريد كوشنر؛ أفرغوا غزة من أهلها، نظفوها ثم استثمروها".
من جانبه، كتب إيهاب محمد: "ما معنى أن تكون صهيونيًا؟ تبدأ بحساب غنائمك من قتل الأبرياء وسرقة أرضهم قبل أن تنتهي حتى من قتلهم".
وفي وقت سابق من هذا الشهر منحت رابطة مكافحة التشهير، وهي منظمة بارزة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، كوشنر جائزة لـ "عمله الحيوي والمؤثر للغاية بشأن اتفاقيات أبراهام"، التي شهدت قيام دول عربية مختلفة، بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وعلق نائب رئيس الشؤون الحكومية في مركز السياسة الدولية ديلان ويليامز، على موقع إكس قائلًا: "يدعو جاريد كوشنر، صهر ترمب، الآن، علنًا إلى التطهير العرقي في غزة، بعد أيام من منحه جائزة من لجنة مكافحة التشهير".