أعلنت مجموعة "رينو" الفرنسية لصناعة السيارات مساء أمس الأربعاء، تعليقها في الحال "أنشطة مصنع رينو في موسكو"، مشيرة إلى أنها تجري تقييمًا "للخيارات المحتملة بشأن حصّتها" في شركة "أفتو فاز" الروسية التابعة لها، في خطوة تأتي في خضمّ تصاعد الضغوط على حضورها الطاغي في روسيا.
وقالت رينو في بيان: إنّ مجلس إدارتها اجتمع الأربعاء وقرّر "تعليق أنشطة مصنع رينو في موسكو اعتبارًا من اليوم".
وينتج هذا المصنع سيارات من طرازات داستر وكابتور وأركانا ونيسان تيرانو. لكنّ الحضور الأكبر للمجموعة في روسيا يمرّ من خلال شركتها الفرعية "أفتو فاز" التي باعت بواسطتها رينو عام 2021 ما يقرب من نصف مليون سيارة في روسيا، ثاني أكبر سوق للمجموعة الفرنسية بعد أوروبا.
🔴 Renault industrial activities in Russia are suspended as of today. To learn more: https://t.co/0cKrLsOgmI pic.twitter.com/6amDN3tefC
— Renault Group (@renaultgroup) March 23, 2022
"بادرة مسؤولة"
وأتى قرار رينو بعيد إطلاق وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة على موقع "تويتر" دعوة عالمية إلى مقاطعة المجموعة بسبب رفضها الانسحاب من روسيا، متّهمًا الشركة الفرنسية بأنّها تدعم بقرارها هذا "حربًا عدوانية وحشية" على بلاده.
وفجر الخميس، نشر كوليبا على تويتر تغريدة باللغة الإنكليزية قال فيها: "أرحّب بإعلان مجموعة رينو وقف أنشطتها الصناعية في روسيا. بادرة مسؤولة في سياق عدوان روسيا الهمجي على أوكرانيا".
I welcome @renaultgroup’s statement on cessation of industrial activities in Russia. Responsible move against the backdrop of Russia’s ongoing barbaric aggression against Ukraine. https://t.co/8LFGoGz94e
— Dmytro Kuleba (@DmytroKuleba) March 23, 2022
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد ناشد في خطاب أمام البرلمان الفرنسي صباح الأربعاء الشركات الفرنسية التي ما زالت في روسيا، ومن بينها رينو، الانسحاب من روسيا.
وفي بيانها أوضحت رينو أنّها "بصدد تقييم الخيارات الممكنة في ما يتعلق بحصّتها في أفتو فاز"، التي تملك المجموعة الفرنسية منذ نهاية عام 2016 نسبة 69% منها والرائدة في السوق الروسية بعلامتها التجارية لادا.
وأكّدت رينو حرصها على التصرّف بـ"مسؤولية تجاه موظفيها البالغ عددهم 45000 موظف في روسيا".
وكانت كبرى شركات السيارات قد قررت وقف أنشطتها في روسيا قبل أسابيع عدة، منها "فولكس فاغن" و"بي إم دبليو" و"تويوتا" وغيرها.
ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، شدد الغرب الخناق على اقتصاد موسكو بعدما فرض حزمة كبيرة من العقوبات طالت مختلف القطاعات مثل المال والتجارة والطاقة والنقل والتكنولوجيا، أقفلت على إثرها مؤسسات عالمية أبوابها، مثل "أبل" و"باي بال" و"ماستر كارد" و"ماكدونالدز"، مما جعل روسيا في شبه عزلة عن العالم الخارجي.