تسود خلافات عميقة داخل حكومة بنيامين نتنياهو بشأن الاجتياح البري المزمع تنفيذه ضد قطاع غزة، الذي يشهد عدوانًا دمويًا إسرائيليًا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بحسب ما أفادت مراسلة "العربي".
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد تلقى ضربة أمس الأحد أثناء محاولة دبابات وجرافات إسرائيلية التسلل عبر السياج الحدودي جنوبي قطاع غزة، حيث تمكنت كتائب القسام من إعطاب آليات الاحتلال وقتل أحد جنوده.
وأعلن الاحتلال مقتل أحد جنوده وإصابة ثلاثة آخرين خلال توغل في قطاع غزة أمس الأحد في خضم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضح الجيش في بيان أن دبابة وعربة عائدتين له، أصيبتا بصاروخ مضاد للدروع لدى توغلهما في جنوب القطاع.
وأشار الجيش إلى أن ذلك "وقع خلال إغارة محلية نفذت في وقت سابق الأحد في قطاع غزة في منطقة كيبوتس كيسوفيم" مقابل مدينة خانيونس.
وأشار إلى مقتل جندي وإصابة ثلاثة، أحدهم جراحه متوسطة والآخران طفيفة.
من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنها أوقعت "قوة صهيونية مدرعة في كمينٍ محكم شرق خانيونس بعد عبورها السياج الزائل لعدة أمتار".
وأشارت إلى أن عناصرها اشتبكوا "مع القوة المتسللة فدمروا جرافتين ودبابة وأجبروا القوة على الانسحاب وعادوا إلى قواعدهم بسلام".
"طوفان الأقصى"
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، شنت إسرائيل عدوانًا على قطاع غزة، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حماس وفصائل المقاومة ردًا على اعتداءات الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وإثر ذلك استشهد 4651 شخصًا بينهم 1873 طفلًا، في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة في غزة، فيما قتل أكثر من 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي، حسب السلطات الإسرائيلية.
ومنذ بدء العدوان نفّذ الجيش الإسرائيلي توغلات برية محدودة في أراضي غزة، لكنها المرة الأولى يعلن فيها مقتل جندي داخل حدود القطاع المحاصر.
ووفقًا للأرقام التي أعلنها الجيش، قُتِل أكثر من 300 جندي إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.
من جانبها، زعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين بأنّ تل أبيب قررت "تأخير الحرب البرية" في قطاع غزة بحجة انتظار وصول قوات أميركية إضافية إلى المنطقة.
وبحسب إذاعة الجيش، "أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل أنها تعتزم إرسال قوات أميركية إضافية إلى الشرق الأوسط، استعدادًا للمناورة البرية بسبب الخوف من تزايد الهجمات الإيرانية ضد قواتها في المنطقة".
وقالت: "بحسب التقديرات، فقد اتفقوا في إسرائيل على الانتظار وتأخير الدخول البري حتى يتم إرسال القوات الأميركية الإضافية"، حسب زعمها.
خلافات في إسرائيل بشأن تنفيذ الاجتياح البري
وفي هذا السياق، أفادت مراسلة "العربي" من القدس، ريما أبو حمدية، أن هناك جدلًا كبيرًا يدور حول الاجتياح البري لقطاع غزة، بالنسبة لتوقيته والتأجيل المستمر له، والأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها من خلال هذا الاجتياح لقطاع غزة المحاصر.
وأشارت إلى أنه بالرغم من مرور أسبوعين على بدء عملية "طوفان الأقصى"، إلا أن التصريحات الإسرائيلية ما زالت تراوح مكانها، وسط استعدادات كاملة لاحتمال اجتياح غزة بريًا.
ولفتت إلى أنّ الاحتلال نشر قوات احتياط، بالإضافة إلى التجهيزات العسكرية والتجمعات العسكرية، والجسر الجوي لنقل المعونات العسكرية التي أعلن عن جاهزيتها، ولكن لم تتطور حتى الآن إلى عمل بري.
وأضافت مراسلتنا أن هناك اختلافًا بين العسكريين الإسرائيليين، حيث يقول بعضهم إنهم والجيش الإسرائيلي جاهزون للدخول بريًا إلى قطاع غزة، وهذا يتعارض مع رفض أو عدم موافقة من المستوى السياسي في إسرائيل حتى اللحظة.
وبخصوص أهداف إسرائيل من العملية البرية، وفقًا لمراسلة "العربي"، فإن الاحتلال يقول علنًا إنه "يريد القضاء على حماس وتدمير البنية التحتية لحركة المقاومة الإسلامية"، لكن يعتقد الكثيرون في إسرائيل أن هذا الهدف لن يكون سهل التحقيق في حالة دخول القوات الإسرائيلية بريًا إلى قطاع غزة.
وتشير إلى أن هذه العملية ستكون صعبة وطويلة، وستستغرق الكثير من الوقت، وستترتب عليها تكلفة بشرية واقتصادية وعسكرية كبيرة على إسرائيل، حتى باعتراف بعض الإسرائيليين بهذا الأمر.
وتشير مراسلة "العربي" إلى أن نتنياهو ربما يريد عملية موضعية فقط يذر بها الرماد في العيون، ويقول للإسرائيليين الذين يودون منه الدخول بريًا إلى قطاع غزة بأنه يقوم بذلك فعلًا.
وتلفت إلى أن بعض الخبراء العسكريين يقولون إن التصريحات لا ترقى إلى إستراتيجية، والإستراتيجية غير موجودة حتى هذه اللحظة.