يعود المحلفون الـ12 الذين أدانوا دونالد ترمب خلال محاكمته الجنائية في نيويورك إلى حياتهم الطبيعية، بعدما ظلوا محميين بموجب أمر أصدرته المحكمة بإبقاء هوياتهم طي الكتمان حفاظًا على سلامتهم.
ويأتي ذلك، في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تصاعدًا في المضايقات والعنف بدوافع سياسية قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ممن تتألف هيئة المحلفين؟
وتتألف هيئة المحلفين التي نظرت في قضية تزوير الرئيس الأميركي السابق مستندات محاسبية بهدف إخفاء مبلغ مالي دفعه لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية قبل انتخابات 2016، من 12 عضوًا وهم: 5 نساء و7 رجال.
وأصدر هؤلاء قرار إدانة ترمب بكل التهم الـ34 الموجهة إليه بالإجماع، موجهين شكرهم إلى القاضي خوان ميرشان على "منحهم هذه القضية كل الاهتمام الذي تستحقّ".
وبقيت أسماء المحلفين قيد الكتمان عن العامة والصحافة، إلا أن المدعين ومحامي الدفاع على علم بها.
كما جرت محاولات على مواقع التواصل الاجتماعي لكشف تفاصيل بشأن المحلفين، كما وردت تهديدات باستخدام العنف ضدهم.
لماذا قد يكون المحلفون بخطر؟
وعلى الرغم من تخطيهم الصعوبات والقيود والضغوط التي رافقت محاكمة ترمب، يواجه المحلفون اليوم خطر نقمة مؤيدي ترمب، برأي خبراء.
وكان القاضي ميرشان قد أعلن يوم الثلاثاء الفائت أن المحلفين لم يعودوا ملزمين بعدم التحدث عن المحاكمة خارج المحكمة، وقال: "الخيار يعود لكم" ولو أنه شجعهم على التفكير مليًا قبل اتخاذ قرارهم.
ولفتت كلير فينكلستين، أستاذة القانون في جامعة بنسيلفانيا، في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أنها تتوقع أن يتم في نهاية المطاف "تسريب" هويات المحلفين، مضيفة أن "ذلك سيكون من خلال هيئة الدفاع" عن ترمب.
وتابعت: "هذا سيعرضهم للخطر، تمامًا مثلما رأينا بالنسبة للعاملين في الانتخابات، هذا قد يكون مصدر قلق حقيقيًا".
كيف يمكن حماية هيئة المحلفين؟
بدوره، أكد رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ بولاية نيويورك براد هويلمان سيغال أن سلامة المحلفين تحظى "بأكبر قدر من الأهمية".
وأردف السناتور الديمقراطي أن "حمايتهم وهذا الحكم سيثبتان للأمة وللعالم أننا حقًا دولة يحكمها القانون".
وأوضحت فينكلستين أنه في حال كان المحلفون في خطر "يمكن فعليًا نشر عناصر أمن عند منازلهم، أو تغيير أماكن سكنهم، وفي حال ساءت الأمور فعليًا، وضعهم ضمن برنامج لحماية الشهود"، مضيفة: "آمل ألا يصل الوضع إلى هذا الحدّ".