مدّدت بنغلادش حظر التجول اليوم الأحد للسيطرة على الاحتجاجات العنيفة، التي يقودها الطلاب والتي أسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص، بينما تستعد السلطات لجلسة نظر في المحكمة العليا في وقت لاحق اليوم بشأن حصص الوظائف الحكومية التي أثارت الغضب.
وأطلقت الشرطة في بنغلادش الرصاص الحي على المتظاهرين في العاصمة دكا أمس السبت، عقب انتشار الجيش بأعداد كبيرة في مختلف أنحاء البلاد على خلفية أعمال عنف في إطار تحركات وتظاهرات طلابية، شهدت مقتل ما لا يقل عن 133 شخصًا، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادًا إلى مصادر المستشفيات والشرطة.
مراجعة نظام الحصص في الوظائف
وقد شكلت التظاهرات تحديًا كبيرًا لحكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، التي تمسك بالسلطة منذ 15 عامًا، الأمر الذي حملها على إلغاء رحلاتها خارج البلاد.
وقام الجنود بدوريات في شوارع العاصمة داكا، مركز الاحتجاجات التي تحولت إلى اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن.
وتم تعليق خدمات الإنترنت والرسائل النصية في بنغلادش منذ يوم الخميس، بينما قامت الشرطة بقمع المتظاهرين الذين تحدوا الحظر المفروض على التجمعات العامة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن حظر التجول الذي صدر في وقت متأخر من يوم الجمعة، تم تمديده حتى الساعة الثالثة مساء (09:00 بتوقيت جرينتش) اليوم الأحد، حتى بعد جلسة المحكمة العليا، وسيستمر "لفترة غير محددة" بعد رفعه لمدة ساعتين كي يتسنى للناس الحصول على احتياجاتهم.
كما تم إغلاق الجامعات والكليات منذ يوم الأربعاء.
وتهدف التظاهرات شبه اليومية التي انطلقت مطلع يوليو/ تموز الفائت إلى إنهاء نظام الحصص في القطاع العام، الذي يخصص أكثر من نصف الوظائف لمجموعات محددة، لا سيما لأبناء قدامى المحاربين في حرب الاستقلال باكستان عام 1971.
ويطالب الطلاب بالتوظيف على أساس الجدارة، معتبرين أن هذا النظام يعطي الأفضلية لأبناء أنصار رئيسة الوزراء التي تحكم البلاد منذ عام 2009 ويتهمها المعارضون بالرغبة في القضاء على المعارضة لتعزيز سلطتها.
احتجاجات هي الأعنف
وتتهم جماعات حقوق الإنسان حكومة الشيخة حسينة بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة، بما في ذلك القتل التعسفي الذي يستهدف نشطاء المعارضة.
وكانت حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة قد ألغت نظام الحصص في عام 2018، لكن المحكمة أعادته الشهر الماضي.
وعلقت المحكمة العليا القرار بعد طعن الحكومة عليه، وستنظر في القضية اليوم الأحد، بعد الموافقة على تقديم موعد الجلسة المقررة في السابع من الشهر القادم.
وقال متحدث باسم منظمة "طلاب ضد التمييز"، وهي المجموعة الرئيسية التي تنظم الاحتجاجات، لوكالة فرانس برس: إن اثنين من قادتها موقوفان منذ الجمعة.
وأوقف مسؤول كبير في "الحزب القومي البنغلادشي"، وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، في الساعات الأولى من صباح السبت، حسبما قال المتحدث باسم الحزب، سيرول إسلام خان.
ورفعت وزارة الخارجية الأميركية أمس السبت تحذيرها من السفر إلى بنغلادش إلى المستوى الرابع، وحثت المواطنين الأميركيين على عدم السفر إلى الدولة الواقعة في جنوب آسيا.