شددت مصر اليوم الثلاثاء على رفضها التام لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثاني من سبتمبر/ أيلول الجاري، بشأن محور فيلادلفيا، مؤكدة أنه "حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي".
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إنّ تصريحات نتنياهو تأتي "مع عرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة". كما أوضحت مصر رفضها لكافة المزاعم التي يتم تناولها من جانب المسؤولين الإسرائيليين في هذا الشأن.
ووفقًا للبيان، حمّلت مصر، "الحكومة الإسرائيلية عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التي تزيد من تأزيم الموقف، وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية، والتي تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة".
ادعاءات نتنياهو
وأكدت الخارجية المصرية في البيان على حرص القاهرة "على مواصلة القيام بدورها التاريخي في قيادة عملية السلام في المنطقة بما يؤدي إلى الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين ويحقق استقرار جميع شعوب المنطقة".
وكان زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد قد هاجم نتنياهو بخصوص ملف محور فيلادلفيا والإفراج عن الأسرى.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، عن لابيد قوله إن تصريحات نتنياهو عن محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر "هي خدعة سياسية لا تمت للواقع بصلة".
وأشار لابيد، إلى أن "ما يقلق نتنياهو ليس البقاء في محور فيلادلفيا، بل محور بن غفير ـ سموتريتش" اللذان هدّدا بالانسحاب من الحكومة في حال قبول اتفاق لتبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة، أحمد جرادات، بأن لابيد يعتقد أن نتنياهو يختلق الأعذار بين الحين والآخر من أجل عدم إنهاء هذه الحرب، التي ستؤدي إلى حل الحكومة الإسرائيلية الحالية التي يتزعمها.
عرقلة أيّ صفقة لتبادل الأسرى
وقبل ذلك، وفقًا لمراسلنا، كان رئيس الحكومة الإسرائيلية يتحدث عن البقاء في ممر نتساريم ومعبر رفح. وفي السابق، أعلن الموافقة على الانسحاب من محور فيلادلفيا، لكنه عاد وتمسك بالبقاء في هذا المحور الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر.
وأوضح مراسلنا أن نتنياهو يربط بين نجاح إسرائيل في تحقيق ثلاثة من أصل أربعة من أهداف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وبين البقاء في محور فيلادلفيا. ويعتقد أن هذه المنطقة، إذا ما حصلت عليها حماس، ستؤدي إلى إعادة تسلحها، وفق ادعاءات رئيس الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف المراسل أن هناك اعتقادًا لدى الإسرائيليين الراغبين في تحقيق صفقة تبادل الأسرى بأن نتنياهو سيحاول عرقلة أي صفقة، وأن الحديث الحالي عن الفرصة الأخيرة التي تعمل عليها الإدارة الأميركية ربما قد يفشل.
ويلفت إلى أن هناك حالة من التشاؤم لدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين، لا سيما بعد تصريحات نتنياهو يوم أمس، وأن هذه المحادثات قد تصل إلى طريق مسدود وسط تعنت نتنياهو.