أكدت جماعة أنصار الله الحوثيون اليوم السبت، أن الهجوم الإسرائيلي على محافظة الحديدة غرب اليمن لن يزيدها إلا "إصرارًا وثباتًا" في مساندة قطاع غزة، وتوعدت بعمليات "تقض مضاجع" تل أبيب ردًا على الهجوم.
وكانت وزارة الصحة التابعة للحوثيين، أعلنت عن سقوط شهداء وجرحى جراء غارات إسرائيلية على ميناء الحديدة، دون ذكر عددهم.
وأضافت الوزارة أن الغارات "استهدفت خزانات النفط في ميناء الحديدة، إضافة إلى محطة كهرباء المحافظة".
"سنقابل التصعيد بالتصعيد"
وتوعد عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة أنصار الله محمد علي الحوثي بعمليات "تقض مضاجع إسرائيل ردًا على غارات الحديدة".
وقال الحوثي، عبر منصة إكس: "المعركة مع الكيان المؤقت (إسرائيل) مستمرة بإسناد الشعب اليمني، لمعركة شرف الأمة وقضيتها المركزية في غزة فلسطين".
وأضاف: "ما قام به الكيان هو عدوان عدو إرهابي، والقصف جريمة تضاف إلى سلم جرائمه الهمجية".
وتابع: "الجريمة هذه لن تثنينا عن مواصلة الإسناد لغزة وفلسطين، بل ستكون هناك عمليات تقض مضاجع الكيان المؤقت"، دون أن يقدم توضيحات بشأن طبيعة هذه العمليات.
من جهته، قال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي للحوثيين عبر منصة إكس: إن "الكيان الصهيوني سيدفع ثمن استهداف منشأة مدنية وسنقابل التصعيد بالتصعيد".
إسرائيل تعلن مسؤوليتها عن هجوم الحديدة
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته قصفت السبت "أهدافًا عسكرية لنظام الحوثيين" في اليمن، وذلك غداة تبني هؤلاء الجماعة هجومًا بمسيرة أسفر عن مقتل شخص واحد في تل أبيب.
وقال الجيش في بيان: إن "مقاتلات (إسرائيلية) قصفت أهدافًا عسكرية لنظام الحوثيين في منطقة ميناء الحديدة في اليمن، ردًا على مئات الهجمات التي طالت إسرائيل في الأشهر الأخيرة".
من ناحيته، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في بيان إثر الضربات: إن "دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن"، معتبرًا أن "هذا الأمر تم إثباته بوضوح في لبنان وغزة واليمن وأماكن أخرى، إذا تجرأوا على مهاجمتنا فالنتيجة ستكون هي نفسها"، حسب تعبيره.
و"تضامنًا مع غزة" التي تواجه عدوانًا إسرائيليًا، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي.
ما تداعيات الهجوم الإسرائيلي على اليمن؟
وفي هذا الإطار، رأى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد عبد الغني الزبيدي، أن الهجوم على الحديدة ليس عملية إسرائيلية خالصة، موضحًا أن الطائرات التي ستقلع من إسرائيل إلى صنعاء أو إلى ميناء الحديدة بحاجة إلى قطع مسافة ألفي كيلومتر، كما أنها بحاجة إلى وقود أثناء عودتها أو لمطارات إقليمية.
وفي حديث لـلتلفزيون العربي من صنعاء، أعرب الزبيدي عن اعتقاده بأن العملية العسكرية كان فيها تنسيق مشترك ما بين بريطانيا وأميركا ودول إقليمية.
وأضاف أن استهداف ميناء الحديدة وخزانات الوقود هدفه إحداث فرقعة إعلامية، موضحًا أن هذا النوع من الاستهداف يحدث لهبًا ودخانًا، وبالتالي فهو نوع من الدعم المعنوي.
وفيما أشار إلى أن الهجوم جاء ردًا على المسيرة التي استهدف بها الحوثيون تل أبيب، أوضح الزبيدي أن العملية الإسرائيلية، مهما كانت أبعادها فقد فتحت "باب جهنم"، وستكون لديها تبعات ربما موجعة ومؤلمة للكل، بما فيه الدول الإقليمية التي ساهمت أو شاركت أو سهلت لهذه الطائرات للمرور سواء عبر أجوائها أو للتزود بالوقود في مطاراتها.