"في الحرب، ليس هناك جندي غير مصاب" عبارة شهيرة للكاتب الأرجنتيني خوسيه ناروسكي، لكن مع اختلاف سياق قولها تكاد تتحقق في جيش الاحتلال الذي يعيش أيامًا صعبة داخل قطاع غزة.
والجيش الذي يفضل أن يقتل من بعيد من خلال أجهزة التحكم من بعد بطائرات مسيرة قاتلة، وبكثير من غياب الإنسانية، يفقد جنوده رفاهية القتل السهل في المواجهات المباشرة مع المقاومة الفلسطينية في القطاع.
فمنذ بداية الحرب على قطاع غزة ارتفعت حصيلة قتلى الجيش إلى 411، لكن الإصابات أكبر من ذلك بكثير.
وسبق أن أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن نحو 2000 من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي صنفوا بأنهم مصابون ومتضررون، جراء المعارك الدائرة في قطاع غزة، ما استدعى عرضهم على الطبيب النفسي.
جنود الاحتلال يفقدون بصرهم في غزة
والآن تعود هيئة البث بخبر آخر، وتضيف أن نحو 100 جندي إسرائيلي أصيبوا في أعينهم، وأن بعضهم فقد بصره، وأرجعت ذلك إلى عدم استخدام النظارات الواقية.
وفسرت الهيئة الإسرائيلية الرسمية الإصابات بكونها نتيجة الأعيرة النارية والشظايا، وأن ما بين 10 و15 % من تلك الإصابات أدت إلى العمى في إحدى العينين أو كلتيهما.
واستقبل مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع وحده 40 جنديًا مصابًا في عينه، وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط استقبل المستشفى 5 إصابات بجروح خطرة في العين، فيما أجريت عمليات جراحية صعبة لبعضهم بحسب مصادر إعلامية عبرية.
ونظرًا إلى الأعداد الكبيرة في إصابات العيون بين الجنود الإسرائيليين في غزة، يقود مستشفى "سوروكا" حملة تبرعات لشراء نظارات واقية للجنود.
لكن جيش الاحتلال ينفي وجود نقص في النظارات الواقية، ويؤكد أنه يقوم بتوعية الجنود بضرورة استخدامها عند الحاجة.
وفي حصيلة لقتلى جيش الاحتلال، اعترفت إسرائيل اليوم الخميس بمقتل 3 جنود إضافيين من عناصرها، ما يرفع الحصيلة المعلنة رسميًا لقتلى الجيش الإسرائيلي في غزة إلى 13 خلال ثلاثة أيام.
وخلال اليومين الماضيين، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 10 من جنوده، منهم ضباط.
التفاعل مع تقارير إصابة جنود الاحتلال
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع التقارير عن إصابة 100 جندي إسرائيلي في أعينهم في غزة، ومن بينهم الصحافي خليل نصر الله الذي كتب: "إنهم يدفعون ثمنًا كبيرًا جدًا، هذه أرقام مبسطة لما يحل بجنود جيش الاحتلال في غزة".
وأضاف نصر الله: "أرقام المقاومة الموثقة في جبهة غزة وحدها، تبين أن حجم الأرقام كبير جدًا جدًا".
أما يوسف الأوسي فيقول: "كل أعمى منهم لن يعود للقتال، وسيكلف الميزانية ما تبقى من حياته".
بدوره، فسر زكريا أنه "من المحتمل أن ذلك حصل نتيجة لشدة الرعب الذي يرفع السكر إلى مستويات قياسية قد تؤثر في النظر، وقد تؤدي إلى الوفاة".
