من دون الإقرار بهزيمته أمام منافسه، أعطى الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته جايير بولسونارو الثلاثاء "الإذن" لبدء "عملية انتقال" السلطة بعد فوز لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بالرئاسة، حيث تعهّد في أول تصريح له بعد مرور يومين على الاستحقاق باحترام "الدستور".
وقال بولسونارو (67 عامًا): "طالما أنا رئيس الجمهورية سأواصل احترام الدستور"، وجاءت تصريحاته خلال كلمة استمرت دقائق قليلة ألقاها في قصر الرئاسة في برازيليا ولم يهنئ فيها لولا بالفوز.
وأكد سيرو نوغيرا، مدير مكتبه الذي تحدث بعد كلمة بولسونارو العلنية الموجزة أن الأخير فوّضه في بدء عملية نقل السلطة، بالتعاون مع ممثلين للرئيس المنتخب.
وأثار تأخر بولسونارو في الاعتراف بخسارة الانتخابات، مخاوف من رفضه النتيجة المتقاربة للاقتراع.
من جهة أخرى، علّق بولسونارو على قطع أنصاره الطرقات عقب خسارته، حيث قال: إن الاحتجاجات يجب أن تكون "سلمية". وتابع: "الاحتجاجات السلمية تكون دائمًا موضع ترحيب. لكن أساليبنا يجب ألا تكون تلك التي يتبعها اليسار الذي يضر دائمًا بالسكان، مثل غزو الممتلكات.. ومنع حرّية التنقل".
إلا أنه اعتبر أن "التظاهرات في الشارع هي نتيجة للشعور بالظلم والسخط بشأن ما أسفرت عنه النتائج الانتخابية، لكن مع ذلك سأواصل الالتزام بأحكام الدستور".
في أول كلمة له عقب هزيمته بالانتخابات الرئاسية.. الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته جايير #بولسونارو يعلن التزامه بأحكام الدستور #البرازيل تقرير: دده عبد الله pic.twitter.com/KkbIRVLl2w
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 2, 2022
وعلى الأثر، أصدرت المحكمة العليا بيانًا جاء فيه أن الرئيس "بعدما أمر ببدء عملية انتقال السلطة أقر بالنتيجة النهائية للانتخابات". وشددت المحكمة التي ساد التوتر العلاقة بينها وبين بولسونارو على "أهمية ضمان حرية التنقل"، في إشارة إلى وجوب فتح الطرق المقطوعة.
وبولسونارو هو أول رئيس برازيلي يخفق في الفوز بولاية ثانية، وقد خسر الأحد بفارق ضئيل أمام لولا (نال %49,1 مقابل 50,9% للولا)".
وعيّن نائب الرئيس المنتخب جيرالدو ألكمين الثلاثاء، منسّقًا للفريق المكلّف التحضير لعملية انتقال السلطة.
وقالت غليسي هوفمان رئيسة حزب العمال الذي يتزعّمه لولا: إن الفريق يريد أن تبدأ العملية الانتقالية الخميس.
وهنأ عدد من قادة الدول لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، المرشح اليساري، على فوزه بولاية ثالثة كرئيس للبلاد، ستبدأ في الأول من يناير/ كانون الثاني، بعدما كان فاز في 2003 و2010.
وفي أول خطاب له بعد فوزه حيث امتلأت شوارع البلاد بالمحتفلين لحظة إعلان النتائج، تعهد لولا بالعودة إلى النمو الاقتصادي وإعادة البلاد إلى الساحة الدولية.
من جانبه، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لولا للمشاركة في قمة المناخ كوب 27 التي تستضيفها مصر الأسبوع المقبل، وفق ما أعلنت هوفمان التي أكدت أن الرئيس المنتخب "سيحضر" القمة في شرم الشيخ، و"يدرس الأسبوع الأفضل للذهاب".
احتجاجات أنصار بولسونارو
وتزايدت دعوات مناصري بولسونارو على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما "تويتر" و"تلغرام"، إلى الانضمام لتحرك إغلاق الطرق بالعوائق، وفقًا لـ"فرانس برس".
وأكدت الشرطة الفدرالية المسؤولة عن الطرق السريعة، أن أكثر من مئتي طريق قطعت بالعوائق، فيما عدد الطرق التي كانت مقطوعة مساء الإثنين اقتصر على 12.
وفي مناطق عدة، لجأت الشرطة إلى الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وأمر قاض في المحكمة العليا في بيان مساء الإثنين "بفتح الطرق والممرات العامة فورًا"، حيث طلب من شرطة الطرق اتخاذ "كل الإجراءات الضرورية" لفتح الطرقات تحت طائلة فرض غرامة على مديرها العام أو سجنه بتهمة "العصيان".
وصباح أمس الثلاثاء، ساد الهدوء في العاصمة برازيليا بعدما حدّت الشرطة منذ مساء الإثنين من إمكانية وصول السيارات إلى ساحة السلطات الثلاث، التي تضم القصر الرئاسي والمحكمة العليا والبرلمان، تحسّباً لاحتمال وصول متظاهرين مؤيّدين لبولسونارو.
وفي ساو باولو، دعا مناصرو بولسونارو الذين يراهنون على استمرار التحرك إلى "أكبر تحرّك في التاريخ" بعد ظهر اليوم الأربعاء في شارع باوليستا، الذي شهد مساء الأحد توافد مئات الآلاف من مناصري لولا بالزي الأحمر، حيث احتفلوا بفوز زعيمهم.