يمكن وصف العام 2024 بأنه عام الذروة في اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
فقد تعددت أشكال تلك الهجمات على الفلسطينيين وممتلكاتهم، في ظل حكومة بنيامين نتياهو الإسرائيلية.
ورصد التلفزيون العربي هذه الاعتداءات من خلال تغطية ميدانية على الأرض:
اعتداءات المستوطنين في الضفة
من بين تلك الاعتداءات: القتل برصاص المستوطنين، وحرق ممتلكات الفلسطينيين وأراضيهم المزروعة وأشجارهم، وهي هجمات منظمة من المستوطنين أجبرت الفلسطينيين على الرحيل، إلى جانب تحديد المناطق الرعوية لمربي الماشية.
وقد وضعت سلطة الاحتلال الإسرائيلي أوتادًا في تجمع عرب الكعابنة شمال غربي مدينة أريحا لتشكل حدًا بين الفلسطينيين والمستوطنيين.
هناك يعيش الفلسطينيون مع أغناهم الآن في أقفاص محاصرة، بعد أن كانوا يسرحون بها في المراعي الشاسعة الممتدة في الأغوار الفلسطينية، أمّا المستوطنون في الشق الآخر فتتضاعف مساحات الأراضي التي يسيطرون عليها لتوسيع مستوطناتهم.
يُضاف إلى ما تقدم تسميم الأغنام والهجوم على المدراس والمنازل في التجمعات البدوية.
ورغم عمرهم الصغير، طرأت تغييرات محورية على حياة رعاة الأغنام بعد الحصار والتضييق، إذ يعيشون في بيوت من الصفيح فيما هم مهددون بالترحيل، ويرون أمام أعينهم توسع البناء في المستوطنات المقامة على أراضيهم.
السيطرة على منابع المياه أو تخريبها
عين العوجة شمال غرب مدينة أريحا، هي واحدة من عيون المياه المتبقية التي يستطيع الفلسطينيون الوصول إليها والاستفادة منها، بعدما سيطرت إسرائيل على معظم منابع المياه في الضفة الغربية وزادت من سيطرتها عليها خلال الحرب الدائرة على غزة وتصعيد العنف في الضفة.
كما تتعرض شبكات المياه للتخريب، ويمنع الاحتلال إعادة الترميم والتأهيل، ويقوم بمصادرة المركبات التي تنقل المياه.
تقييد حركة الفلسطينيين
إلى ذلك، يقيد الاحتلال الإسرائيلي حركة الفلسطنيين ويعمد إلى تقطيع أوصال الجغرافيا في الضفة الغربية.
وبينما كان 654 حاجزًا يعرقل حركة الفلسطينيين مع بداية العام 2023، زادت سلطة الاحتلال من عددها لأكثر من 700 حاجز.
ويحتاج الناس هناك لإشارة جندي حتى يتنقلوا من مكان لآخر.
عمليات هدم وإخطارات بوقف البناء
ومع عمليات الهدم المستمرة، يسقف الفلسطينيون منازلهم المهدمة بالقماش، ويُمنع عليهم إعادة ترميمها من جديد. يقولون إن هدف الاحتلال أن يتركوا أرضهم ويرحلوا فعمليات الهدم تضاعفت خلال الحرب.
وفي أحدث الإحصائيات، فإن 1380 منشأة هدمت أو صودرت أو أجبر أصحابها على هدمها. ويُشكل هذا الرقم ضعف العدد في الفترة المماثلة قبل السابع من أكتوبر.
ويحتار الفلسطينيون المهدمة منازلهم أين سيذهبون، ماذا سيفعلون، كيف سيصمدون؟ لكنهم يقولون: إنهم ثابتون حتى ولو في خيمة تقابل بنيان المستوطنات.
ويقول ياسر المهذانين، أحد سكان تجمع أم الخير البدوي في مسافر يطا جنوب الخليل: "110 أيام ونحن ننام على الركام ونستيقظ عليه. هذه الحياة التي نعيشها ولا تزال الطائرات المسيّرة تستهدف أي عربة تدخل المنطقة ويصادر ما فيها أو يهدد صاحبها بالاعتقال".
السيطرة على المناطق الأثرية ومنع الوصول إليها
إلى ذلك، دعت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية إلى التصدي لإقرار الكنيست مشروع قانون يقضي بسريان صلاحيات سلطة الآثار الإسرائيلية على الآثار في الضفة الغربية، واعتبرته سيطرة على التراث الفلسطيني ونهب مقدرات الشعب الفلسطيني الثقافية.
ورصد التلفزيون العربي خلال التغطية طوال العام الجاري العديد من التضييقات الأخرى على الفلسطينيين في الضفة الغربية وشرقي القدس المحتلة؛ على غرار الاحتجاز والتنكيل والتحقيق الميداني ومخالفات السير، والإصابات التي لا تسجل بشكل رسمي خشية من الملاحقة.
تلك أرقام وأسباب قد تتغير وتتضاعف، فلم ينتهي عام 2024 ولم تنته الحرب بعد.