طالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، على هامش قمة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن، يوم أمس الأربعاء، الغرب بعدم اتّباع سياسة "الكيل بمكيالين" في الحربين الدائرتين في أوكرانيا وقطاع غزة.
وسانشيز الذي أصبح من أشدّ منتقدي إسرائيل في الاتّحاد الأوروبي، أدلى بتصريحه هذا على هامش قمة لحلف شمال الأطلسي أعلن خلالها قادة دول الحلف عن مساعدات جديدة لكييف.
وأضاف سانشيز: "إذا قلنا لشعبنا إننا ندعم أوكرانيا لأننا ندافع عن القانون الدولي، فيتعيّن علينا أن نفعل الشيء نفسه في ما يتعلق بغزة".
ودعا رئيس الوزراء الاشتراكي إلى اعتماد "موقف سياسي ثابت" في هذا الموضوع، "من دون أن نتّبع سياسة الكيل بمكيالين".
وتابع قائلًا: "يجب أن نهيّئ الظروف لوقف فوري وعاجل لإطلاق النار"، محذرًا من خطر التصعيد على الحدود مع لبنان.
المواقف الإسبانية من الحرب على غزة
وبرزت إسبانيا في الأشهر الأخيرة كأحد الأصوات الأكثر انتقادًا داخل الاتحاد الأوروبي لحكومة بنيامين نتانياهو، لاسيما أنها اعترفت إلى جانب كلّ من أيرلندا والنرويج، بدولة فلسطين، في خطوة أثارت غضب إسرائيل، في نهاية مايو/ أيار الماضي.
كذلك كانت إسبانيا قد أعلنت الانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد جرائم إسرائيل في قطاع غزة، لتكون ثاني دولة أوروبية تعلن عزمها الانضمام للقضية بعد أيرلندا.
وكانت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبليس قد وصفت خلال شهر مايو الفائت، الحرب على غزة بأنها "إبادة جماعية حقيقية"، وقالت روبليس حينها خلال مقابلة أجراها معها تلفزيون "تي.في.إي" الرسمي: "لا يمكننا تجاهل ما يحدث في غزة، وهو إبادة جماعية حقيقية".
غضب إسرائيلي
ودفع الاعتراف بالدولة الفلسطينية وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى منع القنصلية الإسبانية العامة في القدس من تقديم خدماتها للفلسطينيين، ردًا على قرار مدريد، ويعتبر هذا الإجراء غير مسبوق في العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل مع الدول التي لها قنصليات عامة في القدس.
ولم يسبق أن لجأت إسرائيل إلى مثل هذا الإجراء بما في ذلك عندما اعترفت السويد بفلسطين في أكتوبر/ تشرين الأول 2014.
وكان سانشيز قد ذكر خلال وقت سابق، أنه إذا اعترفت المزيد من الدول بالدولة الفلسطينية فإن ذلك سيزيد من الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار في غزة.