شكل مقتل زعيم "فاغنر" يفغيني بريغوجين الذي كان ظهوره الأخير في إفريقيا على الأرجح، قبل سقوط طائرته المتجهة إلى مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، الخبر الأهم في العالم منذ يومين.
فأمام مرأى العالم، سقطت أشلاء طائرة زعيم "فاغنر" الخاصة ومعه قادة عسكريون للمجموعة الأمنية، في حادثة أتت بعد شهرين من إعلان بريغوجين تمرده على الكرملين في حادثة هزت صورة الرئيس الروسي.
دفع هذا الأمر الجميع لانتظار لحظة التخلص ممّن كان يُصطلح على وصفه في الأوساط الإعلامية بـ"طباخ بوتين"، وذلك على شاكلة أسلافه من الذين قرروا معاداة بوتين.
نهايات "غامضة" لمعارضي بوتين وخصومه
بالنسبة إلى كثيرين، قد لا يكون خبر "مقتل" يفغيني بريغوجين مفاجئًا، خصوصًا بعد تمرده الذي لم يدم طويلاً على الجيش الروسي في يونيو/ حزيران المنصرم.
وفي هذا السياق، يرى العديد من المحللين أن هذا المصير لقائد "فاغنر" كان متوقعًا، وذلك بالنظر إلى نهاية كل من تمرد على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السابق، وتحديدًا "أصدقاء الأمس".
فمن أبرز هؤلاء؟
ليونيد شولمان
يتصدّر لائحة الأسماء التي توفيت بصورة مريبة بعد اختلافها مع الرئيس الروسي ليونيد شولمان، الرئيس التنفيذي لشركة "غازبروم" عملاق الطاقة الروسي.
فقد عُثر على شولمان ميتًا، وبجانبه رسالة انتحار يوم 30 يناير/ كانون الثاني 2022.
ألكسندر تيولياكوف
وليس بعيدًا عن هذا الحادث وبعد أيام فقط وتحديدًا في اليوم الثاني من الحرب الروسية على أوكرانيا، عُثر على المدير المالي لشركة "غازبروم" ألكسندر تيولياكوف مشنوقًا في مرآب سيارته بالقرب من سانت بطرسبورغ.
وطوقت سيارات تابعة لجهاز أمن الشركة، مسرح الجريمة حينها.
فلاديسلاف أفاييف
بعدها بنحو شهرين وتحديدًا يوم 18 أبريل/ نيسان 2022، وُجد نائب الرئيس السابق لبنك "غازبروم" فلاديسلاف أفاييف ميتًا في شقته في موسكو بجانب جثتي زوجته الحامل وابنته، وعليها آثار رصاص.
بوريس نيمتسوف
ليس هذا فقط، ففي عام 2015 قُتل بوريس نيمتسوف رميًا بالرصاص على بعد أمتار من الكرملين، وذلك بعد أيام فقط من معارضته التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا عام 2014.
ألكسندر ليتفينينكو
قبلها بسنوات، تم التخلص أيضًا من الجاسوس والضابط السابق في جهاز الأمن الفدرالي الروسي ألكسندر ليتفينينكو عام 2006.
وكانت ميتة ليتفينينكو شنيعة، بحيث سُمم بمادة البولونيوم 210 المشعة أثناء احتسائه الشاي في إحدى حانات لندن.
وجاء ذلك، بعد انتقاده علنًا علاقة الحكومة الروسية بما وصفها بالجريمة المنظمة قبل الانشقاق واللجوء إلى بريطانيا.
سيرغي سكريبال
وعلى ذكر حادثة التسمم، يعود إلى الأذهان خبر محاولة اغتيال ضابط المخابرات العسكرية السابق المنشق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا عام 2018، قبل أن ينجو بأعجوبة.
وعليه، جعل تكرار مثل هذه الأحداث خبر موت زعيم "فاغنر" غير مفاجئ، فالمفاجأة الوحيدة ربما كانت طريقة الموت فقط.
فبالإضافة إلى ما ذكر، هناك عشرات الحوادث والوفيات الغامضة والمريبة لمسؤولين بارزين في شركات روسية في مجالات النفط، والبنوك، والفضاء، وغيرها، فضلًا عن الضحايا من ضمن الأوليغارشيا الحاكمة.
