الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

بين "البطل" و"المتهور".. اللبنانيون ينقسمون حول حادثة اقتحام المصرف في بيروت

بين "البطل" و"المتهور".. اللبنانيون ينقسمون حول حادثة اقتحام المصرف في بيروت

شارك القصة

تغطية العربي لحادثاقتحام المودع المسلح مصرفًا في بيروت (الصورة:غيتي)
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان انقسامًا حول حادثة اقتحام مودع مسلح أحد مصارف العاصمة مطالبًا باسترجاع أمواله ومتخذًا من عدد من الموظفين رهائن لديه.

انقسم اللبنانيون على وسائل التواصل الاجتماعي، حول الحادثة التي شهدتها البلاد، اليوم الخميس، بعد أن احتجز مودع مسلح "رهائن" في أحد المصارف بمنطقة الحمرا المكتظة في العاصمة بيروت، للمطالبة باسترداد أمواله.

وجعلت الأزمة الاقتصادية التي تضرب لبنان، المودعين عاجزين عن التصرّف بأموالهم خصوصًا بالدولار، بينما فقدت الودائع بالعملة المحلية قيمتها مع تراجع الليرة بأكثر من 90% أمام الدولار، ودفع الأمر بمصرف لبنان، إصدار تعاميم  بين الحين والآخر لامتصاص نقمة المودعين، تسمح لهم بسحب جزء من ودائعهم بالدولار ضمن سقف معين.

وفيما رأى عدد كبير من الناشطين أن ما قام به المسلح الذي اقتحم مصرف "فدرال بنك"، مطالبًا بوديعته التي تفوق قيمتها 200 ألف دولار أميركي، هو تصرف محق في ظل عجز السلطة الحاكمة عن رد الأموال لمستحقيها، وعدم إيجاد حلول تؤمن ما هو حق للمودعين، رفض آخرون مبدأ العنف الذي يعرض موظفين لا شأن لهم ولا يملكون قرار التصرف، للخطر.

وأصدرت جمعية المودعين اللبنانيين بيانًا حملت فيه ما حصل لأصحاب المصارف والحكومة ومجلس النواب ومصرف لبنان مجتمعين وأكدت أن "ابتزاز المودعين وسرقة جنى عمرهم سيؤدي إلى مزيد من ردود الفعل التي لا يمكن التنبؤ بها".

وكان مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته قد قال لوكالة "فرانس برس": إن "المودع تمكن من دخول المصرف وبحوزته بندقية صيد ومواد ملتهبة، مهددًا الموظفين ما لم يحصل على أمواله".

ولم يكتفِ المؤيدون بالتعبير عن مساندتهم للمسلح على وسائل التواصل الاجتماعي، بل تجمع العشرات حول المصرف، مؤيدين حقه الحصول على أمواله، فيما كان عدد كبير من أهالي الموظفين يحاول الاطمئنان على أقاربهم المحتجزين داخله. 

وما عزز التأييد الذي تلقاه المواطن المسلح، هو تناقل وسائل إعلام محلية إلى أنّ الأخير يريد أمواله من أجل أن يتمكن من علاج والده المريض، والموجود في المستشفى.

يذكر أن البنك الدولي، أصدر مطلع الشهر الجاري تقريرًا اعتبر فيه أن تأكيدات السياسيين اللبنانيين بأن الودائع المجمدة في القطاع المصرفي المنهار في البلاد مقدسة، هي "قاسية" لأنها "تتعارض بشكل صارخ مع الواقع". وقال إنّ "الشعارات السياسية حول قدسية الودائع جوفاء وانتهازية". 

وتتكرر هذه الحوادث من بداية الانهيار المالي للبلاد أواخر عام 2019، حيث شهدت قاعات الانتظار في المصارف خلال العامين الماضيين إشكالات متكررة بين مواطنين غاضبين راغبين في الحصول على ودائعهم وموظفين ملتزمين بتعليمات إداراتهم.

ففي يناير/ كانون الثاني الماضي، أقدم مودع على احتجاز عدد من موظفي مصرف في شرق لبنان، مهددًا سلامتهم بسلاح حربي وقنبلة يدوية، بعد رفض البنك تسليمه مبلغًا من حسابه، قدر بـ 50 ألف دولار، قبل أن توقفه السلطات الأمنية لاحقًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close